انت هنا : الرئيسية » السياسة » المرأة العربية والسياسة …؟؟؟

المرأة العربية والسياسة …؟؟؟

الكاتبة.حنان جعفر

هي كثيرة الاسئلة التي تحوم حول هذا الموضوع سواء من اصحاب النوايا التي تحمل عدم الرضى وعدم الاعتراف بالعمل السياسي للمرأة أو من أصحاب النوايا الصادقة التي تبارك تواجدها بأعلى نسبة وأعلى المراتب بهرم السلطة،

وفورا تبدأ أسئلة جامحة مثل : هل بحاجة مجتمعاتنا العربية لنساءها للمشاركة بالحياة السياسية بعد أن عجز الرجال عن بناء سياسة متوازنة ومتطورة ترفع مجتمعاتهم من الهاوية التي وصلت إليها…؟

*هل النخبة من نساءنا العربيات مؤهلات لخوض غمار السياسة الحقيقية التي كانت من الموجب لها ان تكمل الحياة السياسية العربية ليتحقق التوازن الذي تفتقر اليه الحياة السياسية العربية عموما ؟

*إنها اسئلة تناور هذه القضية بالذات “المشاركة السياسية للمرأة العربية ” كلما جاء الحديث عن محاولة بلوغ دورالمرأة السياسي الحقيقي في المنظومة السياسية العربية عموما…وما قد يكون من تأثير في دورها السياسي الفعال …؟؟؟

*كنت دوما ولازلت انبذ الجمعيات النسائية وما غيرها من تجمعات نسوية المناهضة ضد الرجل والصارخة ضد المجتمع الذكوري، (وهذا ليس معناه أني اوفق على الهيمنة الذكورية بالمجتمع) ولكني دوما كنت ولازلت ابارك وأقوم بتأييد كل التجمعات النسائية التي تدعو للمشاركة بخدمة المجتمع بكل المجالات واختراق أي مجال مهما كان صعبا والعمل مؤازرة للرجل ودعمه لإكمال نهضة المجتمع بجانب الرجل وابراز قدرات المرأة العجيبة والعظيمة،التي لم تستثمر كلها ،وأعرف أنها تمثل بالمفهوم السياسي “جماعات ضغط” لتنفيذ مطالبها ولكن إعتراضي هو كما اراه “الصيغة العكسية” كما أفضل تسميتها والتي ليست في صالح المرأة تماما بهذه الفترة من التحولات الديمقراطية لمعظم الدول العربية،لأن المسألة ليس منافسة وعداوة الجنس الخشن كما اطلق على نفسه هذا اللقب، بل المسالة مسألة “الوعي المتكامل” أن تعرف المرأة حقها بنفسها هذا الحق الذي يتحول فور وعيها به إلى “واجب” وهو واجب العمل السياسي والمشاركة في التنمية السياسية لبلدها الذي يتوافق وامكانياتها ومن ثم مشاركة أخيها الرجل بخدمة المجتمع… وفق التناسق العفوي الذي ستفرزه وتنظمه الطبيعة مع الايام طبعا من خلال نتائج مجهوداتها ومثابرتها، أظن أنه غالبا لا يوجد من يعترض الطريق…فالعائق موجود بعقولنا الباطنية وليس الكلام والصراخ ما سيمنحني حقا بل الفعل المتواصل والعمل الجاد والاصرار على ممارسة حقي الذي سيصبح بطريقة عكسية واجبا ،ولهذا صرحت بالبداية أني لم أحب يوما أو تعاطفت بمنظمات او جمعيات منددة وصارخة بوجه الرجل لحقوق المراة السياسية بل دوما احببت ما يدعو لمناصرة الرجل بالدخول معه معترك الحياة الاجتماعية عموما وأكون جنبا إلى جنب معه في خدمة وترقية مجتمعنا بالمؤهلات العلمية والثقافية التي ترفعني الى مصاف النخبة المصلحة سياسيا بغض النظر عن كوني انثى ولست ذكرا،أعرف أن هذا ربما قد يكون ضربا من المثالية…لكنها الحقيقة،هناك أشخاص يبحثون عن السلطة وهناك أشخاص السلطة هي من تبحث عنهم،هكذا الحياة حينما يكون الفرد متألقا بعلمه و عمله ومبدعا فالناس من تطلبه وتدعوه ليمثلها و يخدمها،كما الطبيب الجراح أو الطبيبة الجراحة البارعين بمجالهما والذين يتصارع المرضى عليهما للظفر بالاشراف العلاجي لهم ،هكذا الامر بالنهاية إذا ارادت المرأة خوض غمار السياسة فعملها الاحترافي والنزيه والمبدع ومؤهلاتها العلمية والفكرية وطاقاتها الهائلة هو ما سيرشحها ويقدمها للناس بالأحرى السياسة أو المناصب السياسية هي من ستدعوها حتى لو وقف بطريقها الرجال من نفس الميدان والمتعصبين لمسألة ممارستها للسياسة واختراقها مناصب عليا كانت حكرا للرجال أوحتى نظام بلدها السياسي الذي يقلص من دورها السياسي المفترض، ويمنحها دورا محددا لا تبلغ به قمة الهرم بالسلطة…وربما ما تبادر في ذهني هذا السؤال بالذات هل وصلت المرأة العربية حقا إلى مستوى طموحها السياسي؟ لقد شاركت مثلا المرأة العربية بثورات بلدانها (التحريرية سابقا والانقلابية الآن) بشكل سلس وطبيعي دون حاجة الاذن من الرجال الذين هم من استعانو بهن في الكثير من الامور الصعبة والشائكة ، مجهوداتها هي من جعلتها تخترق الميدان القومي لبلادها ،والنقطة الهامة هنا هو ما الذي حصلت عليه المرأة مثلا بعد مشاركتها بالاعمال الوطنية كالجهاد والمقاومة وغيره من المجهودات الوطنية مثلها مثل الرجل مثلا بعد الثورات التحريرية سابقا ضد الاستعمار(او الانتداب) الاجنبي ؟ربما لتظافر عدة اسباب ثقافية مجتمعية اكيد جعلت دورها محدودا ولا يرتقي كما دور الرجل في اكتساحه الساحة السياسية لكن لن نستطيع تجاهل اهم سبب وهو بتلك الفترة بالخمسينات من القرن الماضي أن التعليم كان محصورا فقط وحقا للرجل وبالنسبة للمرأة فكان يقتصر تعليمها المرحلة الاولى من الطور الدراسي كأعلى وكحد نهائي لحقها بالتعليم ما جعل عدم وجود عدد كافي من النساء المؤهلات علميا وفكريا بالمساهمة مع الرجل بقيادة عجلة التنمية والتطور لمجتمعها وهذا ما جعلها غائبة اولا لعدم وجود “وعي مكتمل” ونسبة كافية من النساء من النخبة العلمية والمفكرة وحصر طموح المرأة بالمكوث بالبيت وانتظار زوج المستقبل هذا الطموح الذي سطرته لها العادات والتقاليد ، لذلك هذا أهم سبب (وليس السبب الوحيد)من عدم تموقع المرأة العربية بالسلطة والعمل السياسي بالدرجة نفسها التي تمتع بها الرجل،وفرصة المرأة الآن جد كبيرة ومفتوحة كي تثبت وجودها وحضورها بالحياة الاجتماعية التنموية عموما والسياسية خاصة في ما عرفته الدول العربية الان من تحولات ديمقراطية واتفاق مجمل الدساتير العربية على التساوي في الحقوق والواجبات الوطنية بالنسبة للرجل والمرأة والقضية الان هي قضية “الكفاءة” بين الرجل والرجل أو بين المرأة والمرأة أو بين الرجل والمراة وأنا حددت هكذا كي ابين ان الكفاءة بالعمل السياسي هي لا تخضع لنوع الجنس( ذكر او انثى) بل الامكانيات والقدرات العلمية والفكرية وحتى الاخلاقية التي تمنح للشخص القوة لممارسته السياسية والاصلاح السياسي،والتاريخ يقدم لنا نماذجا عدة في قوة المرأة بالعمل السياسي من خلال الوعي الذي تمتعت به وجعلها تساهم بطرق مباشرة أوغير مباشرة بصنع القرارات السياسية وتوجيه سياسات بلدها،”خديجة أم المؤمنين” تمتعت بدرجة عالية من الوعي السياسي وكانت بطريقة ما مستشارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم،وما ساهمت فيه النساء من مبايعة الرسول والهجرة معه وكان هذا سلوك سياسي حينها ساهمت فيه المرأة بجانب الرجل بالتساوي،ولذلك الآن كلما تسلحت المرأة الراغبة بالعمل السياسي أوالاجتماعي عموما بالعلم والتحصيل العالي للثقافة وتنمية الفكركلما اتسعت مساحة مشاركتها سياسيا خصوصا واجتماعيا عموما وبرزت بشدة بإثبات وجودها بالعمل التنموي سواء كان اقتصادي أو سياسي أو ثقافي …إلخ،وبالتالي كانت جزاءا من نخبة الاصلاح ببلدها يدا بيد الرجل ،وكإجابة لكل التساؤلات المختلفة،نعم مجتمعاتنا العربية بحاجة قصوى للمزيد من المشاركة السياسية الفعالة للمرأة باعتبارها نصف المجتمع وتعرف تماما ما هي احتياجات المرأة المجتمعية الخاصة دون أن ينوب عنها الرجل في تحديدها (كما هو مفترض بالقوانين الأسرية والمدنية والتي تفتقر للتجديد والتطور والتي تفتقد المرأة العربية بالاغلب فيها الكثير من الحقوق التي تتوافق ومتطلبات هذا العصر الجديد)ومن هنا توسيع مشاركتها السياسية سيحقق التوازن الذي تفتقر إليه الحياة السياسية العربية بالعموم ،ورغم أن وضعها السياسي الآن عامة لا يوازي طموحها لكن التغيير والبناء عادة يتطلب وقتا وصبرا وجهدا مضاعفا مادام أن كل المواثيق والبنود الدولية والشرعية تخول لها هذا الحق وتكون السيدة المنتجة التي تعرف كيف تخدم مجتمعها بكفاءاتها ومهاراتها.

 المصدر. الشبكة العربية العالمية

عن الكاتب

عدد المقالات : 1687

اكتب تعليق

الصعود لأعلى