الاشتراكيون الفرنسيون:قرن من الأخطاء Bruno Guigue
ترجمة بوطاهر لطيفة
في الشؤون الدولية، تميزالاشتراكيون بوقوفهم خلف القبضة الحديدية. لكن ما الفا ئدة إذا كانت النهاية هي مزبلة التاريخ؟
عشية الحرب العالمية الأولى، دعا جان جوريس الأمم الأوربية لرفض المجزرة التي كانت في طور الإنجاز. و قد أزال اغتياله على يد أحد المتطرفين،آخر حاجز حال دون انضمام رفاقه الاشتراكيين إلى “الاتحاد المقدس”، الذي تمت باسمه مجزرة 1914-1918 التي ذهب ضحيتها الشباب الفرنسي.
في ثلا ثينيا ت القرن الماضي، كان الحزب الاشتراكي مؤ يدا متحمسا لسياسة التهدئة تجاه تصاعد النازية والفاشية، ولما وقعت حكومة دالادييه اتفاقيات ميونيخ التي تكرس التوسع الألما ني في أوربا الوسطى، وافقت عليه أغلبية الاشتراكيين.
في 1936، سلم ليون بلوم الرئيس الجديد للمجلس المنبثق من أغلبية الجبهة الشعبية، اسبانيا الجمهورية للفرنكاويين المؤازرين بقوة من طرف هتلر و موسوليني. و على عكس الشيوعيين، اختار عدم التدخل” في الحرب الأهلية و أعطى بذلك للنازيين مجالا هائلا لخوض التجربة.
في سنة 1940، أعطت الجمعية العامة للمريشال بيتان كامل الصلاحيات من أجل توقيع الهدنة و إقامة نظام جديد.
وصوت غالبية النواب الاشتراكيين الذين تم انتخابهم في 1936 مع الجبهة الشعبية لبيتان الذي استطاع بفضل ذلك أن يضع البلاد على طريق التعاون مع المحتلين.
من عام 1946 إلى 1958،كان الاشتراكيون مسؤولين رئيسين في الحروب الاستعمارية في كل من مدغشقر، الهند الصينية و الجزائر. وبعث غي موليه رئيس المجلس في 1958 والسكرتير العام للحزب الاشتراكي وحدة من القوات المسلحةللجزائر، كما عمل على التستر على استخدام الجيش للتعذيب.
وعند التوقيع على معاهدة حلف شمال الأطلسي في 1949،تحمسوا لمصافة فرنسا عل السياسة الأمريكية. وفي 1966، آخذ فرونسوا ميتران على الجنرال دوغول سحب القوات الفرنسية من القيادة المشتركة لحلف الناتو.
أعاد نيكولا سركوزي فرنسا لهذ القيادة في 2077،وبارك فرنسوا هولاند.
يعتبرفرونسا هولاند ثاني رئيس فرنسي بعد ميتران يقوم بزيارة رسمية لإسرائيل. وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستعمر دون أدنى محاسبة أرضا تريد إفراغها من سكانها. وقدأعلن صداقته الأبدية لمحتل يمارس التطهير العرقي باسم الشرعية ا لتوراتية.
في 1991،زج متيران بفرنسا،إلى جانب الولايات المتحدة،في حرب مدمرة ضدالعراق.و في 2013، ساند هولاند بدوره التمرد العسكري في سوريا و نادى بتدخل عسكري في دمشق.
حلفاء للملكيات البترولية الظلامية في الخليج،يحارب الاشتراكيون القومية العربية العلمانية كما حاربوا في 1956 الرئيس المصري جمال عبد الناصر في قناة السويس.
ومنذ التوقيع على القانون الأوربي الموحد في عالم 1986، ومن معاهدة لأخرى كانوا أقوى من أثنى على الاتحاد الاقتصادي و النقدي الأوربي. هذا الكيان الفوق وطني الذي يحرم الدول الأوربية من سيا دتها ويفرض العقيدة الليبرالية للمنافسة الحرة.وباسم السوق الكبير، يِؤدي بالبناء الأوربي إلى الركود الاقتصادي و ديكتاتورية المالية المعولمة.
صدر في الجريدة الإلكترونية :
Oumma.com
29.04.2014