انت هنا : الرئيسية » الواجهة » زين عالول: نحلة العسل

زين عالول: نحلة العسل

زين عالول

رأي اليوم

ومرت الايام ..وانتهى عام السابع عشر بعد الألفين..عام الباهت من الألوان ..عام الزيف والناقص من حروف الكلام….

قالوا، أن أعوام { 2011 ,2013,2012, 2014, 2015, 2016. 2017 }   هي سنوات عجاف ….وماذا عن سنتنا القادمة وما تحمل من أسرار وما تمخض من هموم وويلات …؟؟وهل سيمر في عام 2018. وحتى عام  2019  تلك السقطات  والمآسي وتلك الانحدارات.. والذل والهوان وصكوك الغفران للأسياد.. والتدخل في المصائر وإهمال  الرعية وتفشي الفساد  وتحقير العباد..

وكما قال نزار قباني..(حين يصير الفكر في مدينة مسطحاً كحدوة الحصان.. وتستطيع أي بندقية يرفعها جبان..أن تسحق الإنسان..وحين تصير بلدة بأسرها مصيدة..والناس كالفئران…

وتصبح الجرائد الموجهة أوراق نعي تملأ الحيطان..يموت كل شيء..الماء والنبات والأصوات والألوان..)

عام السابع عشر من بعد الألفين..كان عام النكد..عام  السحل والفجور.. عام سرقة القدس وعاصمة الزعتر والسندس والليمون.. سرقوها جهراً وعلناً وبلا استحياء..!!

ولا زلنا السذج والدراويش وحملة الخوازيق والترهلات…النار تأكلنا..!والعدو يتجبر ويتربص بنا..وأرضنا تأكل وتقضم  ونحن نجادل ونرقص ونطقطق الخواصر والأنامل

تكبس على أزرار الموبايلات..

ونحلم بالمهدي المنتظر أو الأعور الدجال..!!ونقول الهوامش والسخف من  الكلام ومن ثم ننام نومة أهل الكهف من غير أن ندري حجم الهم والبلاء..ففلسطين هي التجارة وقميص عثمان!!

هو عام اللا راحة ..عام استعراض القوة.. لقطيع يتأسد على التشكيك بالإسلام وعلى الإستقواء على الضعفاء ويتقوى من الفساد..والتآمر في الظلام..

وحوش  تمد  وليمتها من عظام الصغار.. وهجوم على الأسواق وأماكن العبادات…واقتحامات لجنود العدى و احتلال جاثم  على أرض العز والإباء فلسطين.. زهاء فوق السبعين عاماً جاثماً، بلا أمل أو عدالة..رغم المواثيق الأممية والتوصيات العمومية ..سلب وقتل ..!!واقتحامات  على الأراضي والمنازل..والكنائس..  والمسجد الأقصى  وكل مآذن  الرحمن..!

ودور الأنبياء و مقامات العبادات…!! وشتاء وعواصف على بقية بلدان الوطن العربي ..مسلميه ومسيحييه..

عامي المنصرم ..لم تحلً سلماً بل وطئت غدراً.. فذهاب بلا رجعة..ورحيل بلا وداع..لنضيء الشموع ونترحم على الموتى وشهداء قضوا بسبب نقص  الحس والضمير في الوطن الكبير والصغير..

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَقَالَ المَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ﴾ (يوسف:43) صدق الله العظيم .

نعم التشاؤم لا يغني ولا يسمن من جوع، ولكن.. اليوم رأيت بصيص الأمل من جديد..شممت نسمات التغيير..! من أم  محمود وأم إبراهيم أمهات الأسرى في سجون العسف والتنكيل.. ومن الكهل  المقدسي بائع الكعك  يشارع الجنود في شارع صلاح الدين.. والمرابطات في محيط اولى  القبلتين وثالث الحرمين.. يدافعون عن الشرعية وحق الصلاة في محراب براهيم..

اليوم  تذوقت طعم الشهد.. تذوقت العسل من نحلة العسل ..لمحت بريق العيون الخضر والزرق  من عهد التي جذبت بلسعتها وصفعتها لهم  كل البشر..

طفلة انبهر بحلاوة رحيقها وبريقها وعنفوانها وشجاعتها واستنفرت كل الخلايا من جيل البلد، وكل شبيبة العالم والوطن، ممن هبوا للغضب.. لنصرة القدس وإرجاع حق مغتصب..!!ومن أيقونة الوداعة والكرامة الشقراء..وهي تصرخ وتدافع عن أخيها الصغير وترد على حفنة جنود مدججين، أقل ما يقال أنهم ليسوا من البشر..

رأيت بذرة المقاومة  وسندانة الحرية  أتت مع رياح الغرب من الخليل.. عهد تزرع الامل ،لكل من يحفظ العهد.. ويروي الوعد بالعدل..ويبطل وعد بلفور الوغد..الوعد الظلامي العاكس للحقد والناكر للحق.. والتجاهل لشعب سرق منه الأرض والزيتون،والليمون والبرتقال والبحر والسهل.!!

يا عهد خليل الرحمن ها هم الكبار والصغار يجددون معك قسم العهد، بأن أحداً لن يستطيع مصادرة الأمل  من أخت الرجولة والعرب..ولن يقف الغضب ..ولن يدنس العرض والشرف ما دام هناك طفل يصرخ للقوة والظلم ..ولن يقف الصريخ من حناجر كل من يرصد شمس السنة من الغد ..

ومن العهد والوعد..لحن لك لحن أغنية المجد..

[[ أنت العهد وأنت المجد..

فأنت  الشامخة كزيتونة الأرض..

يا وطناً مزروعاً فينا مرساة لكل سفينة..

فنحن الجذر وأنت المد…

لا لا لن يدنس عرض..حتى تحرير الأرض.

باقية من  المهد إلى اللحد..

لا لا لن يدنس عرض..حتى تحرير الأرض.

وحدتي القاصي والداني..

أشعلت في القلب شرارة..

طاهرة كطهر القدس ]] ..

(من كلمات الأغنية لتانيا)

——–

كل عام وأنتم بألف خير.. .

ومن عصفور الكناري.. ونحلة العسل.. ومن برعم طفلة معلمة تلقن العالم  درس  الشعب المنسي المهضوم للحقوق والمهدور للكرامة..وللعيش المحترم..

ومن أخت الرجولة وزلزال الغضب…ومن كل  عهود أطفال وفتيان وزهرات الوطن المحتل..سنة سعيدة يإشراقة الأمل والرجاء  والفرج بتحقيق الأمنيات على شجرة الحياة وبالقوة والنصر..

مبارك لكم السنة الجديدة وبالعهد..

كل عام وأنتم بألف خير وأمان، وراحة ورد لإنسانية البشر

عن الكاتب

عدد المقالات : 1687

اكتب تعليق

الصعود لأعلى