انت هنا : الرئيسية » الواجهة » خريف” من المغرب تتوج بجائزة أفضل مسرحية عربية بالجزائر

خريف” من المغرب تتوج بجائزة أفضل مسرحية عربية بالجزائر

algerie

الجزائر/ حسام الدين إسلام/ الأناضول: استحقت مسرحية “خريف” للمخرجة المغربية أسماء هوري، التتويج بجائزة أفضل عمل مسرحي عربي، في ختام فعاليات النسخة التاسعة لمهرجان المسرح العربي (2017)، بمدينة مستغانم الجزائرية (غرب)، في سهرة أمس الخميس.

وتنافست مسرحية “خريف”، في الدورة التاسعة، التي نظمت في الفترة من 10 إلى 19 يناير/كانون الثاني الجاري، على جائزة الشيخ سلطان القاسمي، لأفضل عمل مسرحي عربي مع 7 مسرحيات هي: “الثلث الخالي” من الجزائر، “يا رب” من العراق، “الخلطة السحرية للسعادة” من مصر، “العرس الوحشي” من الأردن، “القلعة” (الكويت)، “ثورة دونكيشوت” من تونس، و”كل شيء عن أبي” من المغرب.

وأشاد رئيس لجنة التحكيم السوداني “يوسف عيدايبي”، الذي قدمّ النتيجة في حفل استمر حتى وقت متأخر من سهرة أمس الخميس، بتميز نص مسرحية “خريف” عن بقية الأعمال المسرحية السبعة المشاركة، لاكتنازه بفحوى إنسانية ولغة إبداعية تراعي العالمية.

وعلّق في حديثه: “العرض مجدّ الحياة بتحدي الموت والألم الذي مزّق جسد المرأة وتمسك بالأمل والحياة”.

وقال عيدايبي، إنّ “العرض وظّف مشهديات سردية تقاطعت فيها الحركة والإيماءة والسيميائية واللغة والسينوغرافيا والموسيقى والأداء ما شكل نسيجا تعبيريا مترابطا متكاملا”.

وتروي مسرحية خريف، (نص المؤلفة فاطمة الهوري)، قصة امرأة تعاني من مرض السرطان، حيث تتألم لوجع الجسد وعذاب الذات المفتقدة للسند المعنوي، وكيف تصبح علاقة هذه المرأة بالرجل بعد اكتشاف هذا المرض، وماذا يطرأ على هذه العلاقة؟ كما تتحدث المسرحية عن الجسد المريض في المجتمع ونظرته إليه، خاصة في مجتمعات تبجل الجسد.

وفي حفل الختام، قال وزير الثقافة الجزائري عزالدين ميهوبي، إنّ “الدورة التاسعة نجحت على أكثر من صعيد، سواء من حيث عدد المشاركين أو التفاعل الإعلامي مع الحدث، أو الحضور النوعي للنقاد والكتاب والمسرحيين..”.

وأضاف الوزير: “الدورة التاسعة نظمت في جو من الحرية والسجالات النقدية المتميزة، وأعتقد أنّ هذا ما يحتاج إليه المسرح اليوم”.

وفي السياق، لفت ميهوبي، إلى أنّ “الأمة العربية تمر بظروف صعبة، وتشهد متغيرات عميقة ليس على الصعيد السياسي فقط ولكن اجتماعيا وثقافيا ونفسيا أيضا”.

وأضاف أنّ “الثقافة تلعب دورا مهما في حياة الفرد والدولة، كما تعتبر جسرا يؤدي إلى برّ الأمان، وبالتالي لابد من الرهان على وعي المثقفين لتحقيق ذلك”.

من جهته، قال والي محافظة مستغانم الجزائرية عبد الوحيد تمار، في كلمة الختام، إنّ “الدورة التاسعة التي احتضنتها مدينتا وهران ومستغانم (غرب الجزائر) تعدّ الأضخم والأبرز في تاريخ مهرجان المسرح العربي”.

ومضى بقوله إنّ “الجمهور الجزائري والعربي ارتوى من عذب الكنوز المسرحية بوهران ومستغانم، اللتان احتضنتا الفعالية بنجاح وتميز″.

وأشار تمّار، إلى أنّ “الفن الرابع (المسرح) في الجزائر بما فيها مستغانم، التي تملك تقاليد عريقة في هذا اللون الفني، أسهم في شحذ همم ويقظة الجزائريين بالدفاع عن الوطن ضد الاستعمار الفرنسي”.

وتخلل حفل الختام عرض أوبرا غنائية للمخرجة الجزائرية فوزية آيت الحاج، عن نص الشاعر عمر البرناوي بعنوان “رحلة حب”.

ويحكي هذا العمل الغنائي في قالب كوريغرافي (راقص) الرحلة الزمنية والتاريخية للشعب الجزائري منذ الاستقلال (1962) إلى تسعينيات القرن الماضي.

وشهدت فعاليات الدورة التاسعة التي احتضنتها محافظتا وهران ومستغانم، مشاركة 33 مسرحية، منها 8 عروض تنافست على جائزة الشيخ سلطان بن محمد سلطان القاسمي، أمير إمارة الشارقة، لأفضل عمل مسرحي عربي والمقدرة قيمتها المالية بـ100 ألف درهم إماراتي (27 ألف دولار).

وحملت هذه الدورة اسم الممثل والمخرج المسرحي الجزائري الراحل عز الدين مجوبي، الذي تم اغتياله في 13 فبراير/شباط 1995، بالجزائر العاصمة.

وشارك في المهرجان أزيد من 550 فنانا مسرحيا، بينهم 267 من المشاركين في العروض، و120 في المؤتمر الفكري، و70 فنان في الورشات والندوات النقدية وكذا لجان التحكيم.

وكرّم المهرجان في دورته التاسعة 15 فناناً ممن لا يزالون على قيد الحياة من الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني التي أسسها المسرحي الجزائري الرائد مصطفى كاتب، في 1958.

ومهرجان المسرح العربي، تظاهرة سنوية تنظمها الهيئة العربية لمسرح الواقع، ومقرّها بإمارة الشارقة، بالإمارات العربية المتحدة، كلّ سنة في دولة عربية.

المصدر:رأي اليوم

عن الكاتب

عدد المقالات : 1618

اكتب تعليق

الصعود لأعلى