زين عالول: رسالة لأمي..
زين عالول
آه يا يمه ..يرحمك الله….
في الركن أمامي، أرى تفاصيل وجهك فيزيد الحنين.. في القلب تسري الرجفة مسرعة فهي ساكنة الضلوع…
آه يمه..تهبي ولا تطلبي أي مزيد…يمه..بالبلدي..فالشدة على الميم تشفي الغليل…كم تعبت كم عانيت….وكم سهرت وكم بكيت… وكم سامحت وكم مرضت..
يمة ..أنت مدرسة وجامعة لبستان زهوره التضحية، والأمان.. والصبر والعطف والحنان.. وعبيره الأيثاروالتهذيب والشموخ والاحترام.
صوتك موسيقى الوداعة ومنع الشجار..وتآلف نوتات اللمة والاجتماع…
يمه…كان حضنك وسادتي وثغرك بلسمي.. وعطرك نشوتي وعقلك كتابي ودفتري..
يمه…قبل لقمتك كانت لقمتي..وقبل سعادتك كانت ضحكتي وقبل صحتك كانت عافيتي وقبل هندامك كانت أناقتي..
أمي الفلسطينيه والعربية…لا أجد وصفاً لك في قاموس محبتي فأنت تفوقين كل المقاييس والأوصاف وفي قلبك مسافات وأماكن لكل الأبناء والبنات..
سألت أحداها: ألك أم،بكت وقالت رحلت سريعاً دون أن أبرها أو أشكرها،فبعد إجهاض طفلي،عرفت قيمة علاقتي بأمي وعلاقة الأم والأبناء..ولكن..بعد فوات الأوان…أنا ضائعة بدونها..عاجزة بزوال ظلها وأمانها..وتذوق حلاوة رحيق عسلها…
أعدت صيغة السؤال لأخرى ألك ابن؟ قالت لم يأبه بي يوماً لأني لا أليق بأمير الرقي والموضات.!!.
فهو مشغول بجمع الدينار..
إلهي، أبعد رحيلها كثرت القساوة وأغلق باب المحبة.. وضل المشوار… وقفت الحكايات،وجفت ينابيع بحر الحياة بعد أن صدأ ود الوصال..وبردت صلة الرحم كما أمر الرحمن..
امي حبيبتي… لا وردة أجمل من ثغرك. ولا أكلة الذ من طبيخك.. ولا ظل أخف من ظلك..ولا لمسة أدفأ من يدك..
أمّي حبيبتي أنت الينابيع التي نستمدّ منه شربة إسمنا ..وعنوان تربيتنا ألم يقولوا الام التي تهز العالم بيسارها تهز العالم بيمينها .. لقد اهتزت الجهات ألأربع…واهتز الكيان والأساس..بعد الفراق..
يقولون لو كان العالم في كفّة والام في الكفّة الأخرى لاختيرت ألأم. لأن مستقبل الطّفل رهين بأمّه.وعلم أمه وفهم أمه وأخلاق أمه..فهي الرفيقة والحبيبة هي الصانعة والمتألقة..لقد شكلت ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا…هي، الحاضرة والغائبة لك مني الوفاء .. ومنك أستمد العطاء..
أبنائي في كل مكان بر الوالدين أهم شيئ في هذه الحياة.. فهم من سندوا جلستكم..ومن علمكم…
ومن عتبكم بوابات الولوج لتكونوا ما أنتم عليه الآن…بالعقوق أنتم الخاسرون لا سمح الله… بناتي الأمومة أعظم هبة وهبها الله للأنثى فلا تنكروهاوتؤجلوها للأيام…
سورة لقمان.
رساله بعثها الرحمن للإنسان بغض النظر عن عرقه أو جنسه أو لن تدخل الجنة إلا برضاهما
كل عام وأمهاتكم بخير ..وكل الأمهات..والرحمة والمغفرة، لمن في كنف الرحمن…أعاده بالخير على كل الأمهات وأنتن بأحسن الأحوال مع تحسن الاوطان ..وكل الجوار..لأن منهن نستمد حب الاوطان ومنكن تستمر الحياة والبقاء.. .أنتن البلدوالأرض ورائحة التراب. فولد أوبنت يشار لهم بالنجاح لابد أن يكون بر الوالدين هما المشوار.. فالرضى منهما يفوق كل الذهب والألماس.. (لقد ماتت التي منا نكرمك من أجلها فما أنت فاعل بعد موتها)
كل عام وامهاتنا بخير..وأمان….كل عام وأم الشهداء، وأم الأسرى وأم الجرحى والأسيرات بخير وراحة بال..
المصدر:راي اليوم