انت هنا : الرئيسية » اخبار متنوعة » حنان المسعودي: خمس نساء.. صرخة انثوية لتصوير مشاعر المرأة المكبوتة –

حنان المسعودي: خمس نساء.. صرخة انثوية لتصوير مشاعر المرأة المكبوتة –

عبدالجبار العتابي – بغداد – ” وكالة أخبار المرأة “

اكدت الكاتبة العراقية الدكتورة حنان المسعودي ان روايتها تمثل صرخة انثوية لتصوير مشاعر المرأة المكبوتة والأسيرة للتقاليد والأعراف والتبعية الذكورية، لانها لاحظت في السنوات الأخيرة خصوصا، ان الجميع يتحدث عن كل شيء..ماعدا المشاعر، فهي اقل اهمية من احداث الموت والدمار الذي يحيط بالبلاد.
صدر للكاتبة الدكتورة حنان المسعودي رواية تحمل عنوان (خمس نساء) عن دار ضفاف للنشر في بغداد والشارقة، وتقع الرواية في 198 صفحة وبحجم 14×20 سم، وهي الرواية الاولى لها بعد تجارب كتابية مختلفة، والرواية تتحدث عن خمس نساء امتلكن تجارب الحياة وخضن تفاصيلها، وحاولت الكاتبة ان تجمع معاناتهن بمعاناة العراق الذي يعاني من احداث جسيمة.
لم تتضمن الرواية مقدمة من اي نوع لكن الناشر كانت له كلمات عنها تضمنها الغلاف الاخير، جاء فيها: في (خمس نساء) تتناول الروائية حنان المسعودي الحياة اليومية لخمس سيدات تجاوزن الاربعين من العمر، تتنوع مهنة وطريقة عيش وتفكير كل نهن ويجمعهن رباط صداقة من ايام الصبا، ومن خلال تلك الشخصيات نتعرف على طبيعة البشرية وتحولاتها،فيرى كل منا جوانب من حياته فيها، وتتدفق الاحداث باسلوب ادبي راق ولغة شيقة تأسر القاريء حتى نهاية احداثها.
واضاف: تستعير الكاتبة من السينما لغتها وانتقالاتها السريعة،والقاري دون ان يدري يدخل الى اعماق كل شخصية من تلك الشخصيات، يقترب من هذه وينفر من تلك، وتذكره الثالثة بفلان او فلانة، انها رواية تنقل نبض الحياة بخفة ورشاقة ومثل (فلاشات) سريعة تذكرنا الكاتبة بالحياة اليومية العراقية الحالية من تفجيرات واحداث عنف.
وتابع: الكتبة تتنقل في اماكن جميلة ببغداد ربما غابت الان او تبدلت احوالها لكنها تمنحنا كثيرا من الامل في حياة مقبلة اجمل واحلى، انها تنثر الحب بين شخصياتها وتوزع عليهم الامل والوئام الغائب عنا، انها دعوة للحياة وليس العيش فحسب.
ومن اجل التعرف على الرواية واحداثها وتفاصيلها، حاورنا الكاتبة الدكتورة حنان المسعودي.
*ماحكاية روايتك هذه ؟
– الحقيقة اني قبل ان اكون كاتبة كنت قارئة نهمة، وقد قرأت الكثير من المجاميع القصصية والروايات العربية والعالمية…ولكن ساءني ان أرى ان قصصنا العربية عامة والعراقية خاصة زاخرة بالاحداث ولكنها فقيرة في تصوير المشاعر الوجدانية للأبطال..كما لم أقرأ اي عمل يتحدث عن دواخل المرأة وإحساسها…ذلك البئر سحيق القرار الذي لم يختبره أحد….فقررت كتابة هذه الرواية لأناقش فيها مشاعر المرأة الشرقية عامة والعراقية خاصة.
*لماذا هذا العنوان وماذا تعنين به ؟
– بعد تنقلي بين العديد من العناوين الرمزية ذات الأيحاءات المستترة..قررت اختيار عنوان مباشر وبسيط فلم اكن ارغب في ان يتيه القارئ في عنوان معقد ويتساءل عن فحوى القصة..كما نلاحظ في العديد من العناوين الغامضة…بل اردته ان يكون واضحا ومباشرا ويوحي بمضمون الكتاب….انها رواية عن خمسة نماذج نسوية عراقية…ولهذا وبكل بساطة اسمها…خمس نساء
*اين تقع احداث الرواية وما زمنها…؟
-احداثها تقع في العراق وفي السنوات الأخيرة…لنقل مثلا 2013..ولكن تحديدا قبل الاحداث السياسية الأخيرة من سقوط الموصل وما تلاها.
* هل حاولت ان تخبئي مشاعرك وتستخدمين الرمزية فيها ؟
– بصراحة لا..، واعرف ماينطوي عليه جوابي من خيبة امل للقراء..ولكن سأقول الحقيقة فقد اقتبست مشاعر مجموعة من النساء من اللاتي تعرفت عليهن في حياتي العامة…وخلطتهن ببعض لتخرج تلك الصورة الوجدانية المتعلقة بالشخصيات الخمسة…تقمصت انا شخصيا كل امرأة منهن وتحدثت بلسانها حتى ليظن القارئ اني كل هؤلاء الخمس.
* هل كسرت في الرواية تابوهات معينة ام انك لم تقتربي منها ؟
– جوابي عن هذا السؤال يحمل وجهين فمن ناحية الأحداث السردية لم اتطرق الى مواقف غير مألوفة او شاذة عن المجتمع كما لم احاول تحدي الضوابط الدينية والاجتماعية في احداثها..فلست اسعى للأثارة اوالتشويق. ومن ناحية اخرى…فإن البناء الروائي كان مختلفا ومتميزا فقد لجأت فيه الى استخدام طريقة البقع الضوئية للانتقال من موقف الى اخر…كما كتبت مارأيته ملائما فقط..معتمدة على قراءاتي الكثيرة وليس على اساس اكاديمي ادبي محدد…وقد واجهت بعض الانتقادات لهذا السبب كون القصة لاتنتمي الى مدرسة معينة….ولكني ببساطة تبعت احساسي وحسب.
* ما الذي اردت ان تقوليه فيها ؟
– انها ليست قصة ذات احداث ممتعة يمكن ان يبدد القارئ فيها ساعات مملة وحسب ولكنها صرخة، انها صرخة انثوية لتصوير مشاعر المرأة المكبوتة والأسيرة للتقاليد والأعراف والتبعية الذكورية، لاحظت في السنوات الأخيرة خصوصا.. اننا نتحدث عن كل شيء..ماعدا مشاعرنا… فهي اقل اهمية من احداث الموت والدمار الذي يحيط ببلدنا،ولكن الواقع ليس مجرد احداث جافة، والانسان ليس مجرد ردود افعال..ولكنه كتلة من المشاعر المتداخلة التي لو فهمناها نستطيع فهم وتبرير تصرفاته….. اخذت على عاتقي ايصال صوت النساء للمجتمع…وربما سيعمد كاتب ما الى ايصال صوت الرجل واحساسه يوما ما، اتمنى هذا.
*هل استفدت من كونك طبيبة في كتابة الرواية ؟
– نعم جدا….فكوني طبيبة افادني في ناحيتين..اولا دراستي المستفيضة للنفس البشرية تشريحيا ووظيفيا ونفسيا جعلني امتلك القدرة على تقمص احساس شخصياتي والتحدث بلسانهن، ومن ناحية اخرى..مهنتي الطبية جعلتني مطلعة على العديد من النماذج النسوية في المجتمع…كما اني حزت على ثقتهن فتحدثن الي بكل مشاكلهن واسرارهن العائلية والتي كانت حافزا لدي لكتابة القصة.
* هذه روايتك الأولى..لماذا لم تهديها لأحد ؟
– الأهداء في معظم الروايات يكون رمزيا ولايمت للواقع بصلة كأن تهديها الكاتبة لزوجها او لوالدتها او لاطفالها….ولكني في الحقيقة وجدت ان من يستحق اهداء روايتي فعلا…هن النساء اللاتي وثقن بي وشرحن لي تفاصيل حياتهن ومشاعرهن واسرارها…فهن من الهمنني كتابة روايتي هذه فأبقيت الاهداء مستترا في قلبي ولكنهن سيعلمن عندما يقرأنها اني اتحدث عنهن.
*هل شعرت بالخوف من نشر روايتك الأولى؟
– لا ابدا….لم اشعر بأي خوف ولازلت الى الآن مقتنعة جدا بما كتبت ومطمئنة اليه…فلماذا يشعر الكاتب بالخوف.. لسببين اما انه يرغب في نجاح كتابه وتسويقه ويتوقع الارباح المادية منه.او لأنه يبتغي الشهرة وكلمات الثناء من القراء والنقاد، وبصراحة لست اسعى الى اي مكسب من الكتاب…ولست اخشى انتقاد اي احد، فقد كانت لدي كلمة.. اود قولها في وجه المجتمع المزدوج الشخصية الذي ننتمي اليه…وقد قلتها وبصوت عال، وللمطلع الحق في تقبلها او رفضها.
* لماذا لم تنشري مجموعة قصصية اولا ؟
– لقد بدأت بكتابة هذه الرواية منذ سنة تقريبا..ولم اكتب اي عمل قبلها لغرض النشر..بل كانت كل كتاباتي مجرد مذكرات او اشعار خاصة وقصص قصيرة، وهو امر غير اعتيادي، اعرف……فجأة وفي يوم ما…ارتسمت احداث هذه الرواية وشخوصها كاملة امامي…فكتبتها وحسب، ولكن بالفعل عندي مجموعة قصصية لم تكتمل بعد بعنوان “من ارشيف طبيبة ” وهي مجموعة قصص واقعية كتبتها من خلال ممارستي لمهنة الطب لمدة خمسة عشر عاما.
* لماذا لم تكتبي مقدمة او كتب احد الادباء لها مقدمة ؟
-الحقيقة فضلت ان تقدم الرواية نفسها بنفسها للقراء..كما انها عمل ادبي بسيط ومباشر ولايحتاج الى مقدمة….وقد قام الدكتور باسم الياسري مشكورا بكتابة ملخص موجز على غلاف الرواية كان وافيا جدا في شرح مضمونها.
إيلاف

عن الكاتب

عدد المقالات : 1618

اكتب تعليق

الصعود لأعلى