من وحي رابعة العدوية…….
إعداد بوطاهر لطيفة
لا بل مما شهدته و ستشهد عليه للأمد سا حة تحمل اسم التي نتعطر بذكرها…
أحسست بألم و حزن كبيرين و أنا أشاهد على قناة الجزيرة سيلان الدم المصري جراء مجزرة قام بها من طلب تفويضا
من الشعب لمحاربة “الإرهاب”.
أوقفت الدموع التفكير لوقت طويل في السياسة و تعريفاتها ’ في الديموقراطية و مفاهيمها ’وفي الدولة و أشكالها مدنية علمانية ’عسكرية ’دينية اوتوقراطية ليخفق الوجدان لأمة لا تكاد تنهض حتى تسقط بفعل السفهاء منا.
ووجدتني مستسلمة لشطحات أصفها بالفكرية تجاوزا وتسامحا من القارئ .
ما الذي يحدث في مصر؟
قال بعض اليساريين ومنهم مغاربة إن مصر تشهد حركة شعبية تصحيحية لثورة أدخلها الإخوان المسلمون في نفق الظلمات’ فلا انقلاب ولا هم يحزنون…إنها الشرعية الثورية في مواجهة الشرعية الانتخابية, وليس في عزل رئيس منتخب أي التفاف على الديموقراطية التي لا تتحقق بالانتخابات.
إذا كانت الديموقراطية لا تختزل في العملية الانتخابية تظل هذه الأخيرة وسيلة الشعب الذي يشكل مصدر الشرعية السياسة للتعبير عن آرائه و اختياراته.
اختارت أغلبية الشعب المصري حزب الحرية والعدالة ولم يشكك أحد في نزاهة الاستحقاقات.
كيف نجح الإخوان؟ ما دور كل الد يموقراطيين في هذا النجاح؟ كيف أدار الإخوان جدلية التحالف؟ كيف فشلوا في تحقيق توافق دستوري؟ أين أصابوا وأين تكمن أخطاؤهم التكتيكية و الاستراتيجية؟ أسئلة لا تعدم أجوبة من كل الأطراف ولكن هل تستطيع أن تبرر الذي حدث؟
والذي حدث في مصر هو انقلاب عسكري بمباركة فرقاء سياسيين بدون مشروع سياسي بديل ولا يجمعهم غير كره “الإخوان” سيكتشفون قريبا سذاجتهم السيا سية وقسوة التا ريخ في الحكم عليها.
اختار السيسي وهوالحاكم الفعلي للبلد- رغم توفر الحل السياسي- فض الا عتصامات السلمية بالرصاص.فإذا كان قد استشرف التداعيات فهو يريد بتعمد وسبق إصرار إدخال مصر في مستنقع حرب أهلية لا قدر الله.أما إذا كان فعله ناتجا عن عدم تقييم عميق للأزمةواستخفاف ممن يعتبرهم أعداء فقد أثبت أنه لا يصلح لا للسياسة و لا للقيادة العسكرية .
وفي الحالتين تجب محاكمة هذا الرجل مصريا و عربيا
مصريا’ لأنه و شركاؤه قد أغاروا على ثورةأعادت للمواطن المصري كرامته وثقته في مستقبل أمة لها من المؤهلات ما يجعلها تتبوء الصدارة إقليميا ودوليا . أصبح مستقبل البلد مفتوحا على كل السيناريوهات المفزعة.
عربيا ’ لأن سقوط مصر تحت سيطرة الرجعية الداخلية و المحيطة هو إصا بة للأمن القومي العربي في مقتل.
إذا فشلت السياسية في الوقف الفوري لللمذابح’ في إعادة الحوار من أجل بلورة خطة مصالحة وطنية’ إذا استمرت خطط العزل و الإقصاء’ إذا لم ترجح مصلحة الأمة و الوطن’ فلنستعد جميعا للا حتراق بنار أ ذكتها أنظمة عربية ترى في تحرر أرض الكنانة و استقلال قرارها خطرا على وجودها.
بوطاهر لطيفة