محمد العزوزي: الروائي والشاعر إبراهيم ديب يضيء أرض السرد المغربي برواية جديدة تحت عنوان “حب يضيء كل الأراضي البور”
محمد العزوزي
المصدر: رأي اليوم
تحت عنوان “حب يضيء كل الأراضي البور” صدر للروائي والشاعر والناقد إبراهيم ديب رواية جديدة تعد ثانية في منجزه الروائي بعد روايته الأولى “كسر الجليد” التي صدرت سنة 2010 عن دار التنوخي. وهي العاشرة في ريبرتواره الأدبي والنقدي والذي يجمع فيه بين الشعر والقصة والرواية والنقد وتوزعت الرواية التي هذه السنة 2025 مؤسسة أفرا للدراسات والأبحاث على 262 صفحة من الحجم المتوسط. وتجمعها هندسيا أربعة فصول على الشكل التالي : الشاعر يتخلى عن عاداته الغذائية القديمة والربيع يوجد أيضا في الداخل ومن سرق أشجار الجبل طقوس التسمية وقلق ما بعد الولادة ..
وقد سبق لرواية ” حب يضيء كل الأراضي البور” أن وصلت الى قائمة ال 18 لجائزة كتارا للرواية العربية غير المنشورة الدورة العاشرة 2024 .
تحكي الرواية عن شاعر حسّاس جدا، ومثالي جدا، يعيّن أستاذا في منطقة نائية بجنوب المغرب، مختلفة تماما عن البيئة التي كان يعيش فيها في شمال المغرب، حيث سيجد نفسه محروما من كل الأشياء التي ألفها وأحبها: الأم، الحبيبة، العائلة، الأصدقاء، المدينة، الحقول والبساتين الخضراء، البحر… وفي مواجهة واقع جديد لا عهد له به سابقا، حيث الخلاء، والأراضي الجدباء، والجبال التي لا شجر فيها فقط صخور كبيرة ومخيفة وكأنها خارجة من أسطورة مخيفة، والفراغ، والحرارة المفرطة، والتخلف المفرط، والفقر المفرط… وهنا يجد الشاعر نفسه أمام معركة حقيقية، أمام اختيارات صعبة: إما التحمّل، والتكيّف، والمقاومة… وإما الارتماء في غياهب الهاوية كما حدث للكثير من الأساتذة: التخلّي عن الوظيفة، الحمق، الاكتئاب، الانتحار، الاختفاء، الألم والحزن والشجن الحاد… يختار الشاعر مسار المقاومة، حيث ابتدع الكثير من الطرق للبقاء والانتصار على الهاوية، والتغلب على هذا الفطام القسري، على الوحدة والقنوط والملل والفراغ واللا شيء… وبالفعل ورغم الصعوبات الكثيرة يتمكّن عبر هذه الوسائل من فهم المكان، والتغلغل في أعماقه والإنصات لروحه وأساطيره الخفية، ويتمكن أيضا من فهم نفسه، واكتشاف ما كان يملكه من ملكات، وقدرات إبداعية وثقافية ونضالية كانت مطمورة في الطبقات السفلى من الذات. نتيجة هذه الرحلة الطويلة التي دامت عشر سنوات كانت ولادة شخص آخر، بوعي جديد، وبرؤية مختلفة للعالم، كانت كفيلة أن تيسّر له سبل الاندماج، والتكيف، والعطاء، والإبداع، وإقامة علاقة حميمية وعميقة مع المكان، مع ناسه، وجباله، ونخله، وطلحه، وغراباته العديدة.