انت هنا : الرئيسية » الواجهة » د. نهلة غسّان طربيه: “أَكَمَةُ الوَرْد”

د. نهلة غسّان طربيه: “أَكَمَةُ الوَرْد”

د. نهلة غسّان طربيه

المصدر:رأي اليوم

أسعدَ الله مساءاتكم الصيفية بالفرح والخير!

وكان أن انتصف الصيف أمس البارحة، فبلغ النهار أطوله.. واحتفل البشر في أصقاع الدنيا بالشمس.. هدية الله لخلقه.. وملكة النجوم الذهبية بامتياز.

عانقتْني الشمس في مشواري وأنا أحجّ إلى أَكَمَة وَرْد.. في حبٍّ خفيٍّ يأسر قلبي باستمرار.. حُبٍّ يزداد يوماً بعد يوم في متاهات الغربة.. لدمشق الورد.. لوطن الورد والياسمين المخبّأ ما بين هدبٍ وهدبِ.

“اشتقنا ياوطني!” قلتُ في سرّي!

ثم فتحتُ هاتفي الجوال وكلّمْتُ أمي:

“أتمنى لك أجمل الأحلام في منتصف الصيف ياحبيبة!”

أجابتْني.. بصوتها المتهدّج، الرّيّان حبًّا وشوقا لذيّاك الهُناك:

“لولا دمشق لما كانت طليطلةٌ.. ولا زهت ببني العبّاس بغدان

آمنت بالله واستثنيت جنته..دمشقُ روحٌ وجنّاتٌ وريحان

قال الرفاق وقد هبّتْ خمائلُها.. الأرض دارٌ لها الفيحاء بستان

جرى وصفّق يلقانا بها بردى.. كما تَلقاكَ دون الخلد رَضوان

دخلتها وحواشيها زمرّدةٌ.. والشمس فوق لجين الماء عُقيانُ

والطير تصدح من خلف العيون بها.. وللعيون كما للطير ألحانُ.”

أصغيتُ بشغف كبير.. لبلاغة أمّي.. لذاكرتها العظيمة، والحمد لله، في عُمرِها.. ولاشيء معي سوى كومة صمت على الأرض الحجرية.. وعبقِ الورد أُهديها.

أرسلتُ من بعيدٍ قبلتين.. واحدةً لأمي.. وواحدةً لدمشق.. وتمتمتُ بصلاةٍ صغيرة للعظيم أحمد شوقي!

قلتُ لأمّي قبل أن أودّعها:

“لقد جمعَنا منتصفُ الصيف في حلم واحد ياأمّي!

لكِ.. لدمشق الشام.. وللوحاتِ شوقي الدمشقية المنمنمة.. كلّ حبّي وشَوقي!”

(أكاديميّة سوريّة مقيمة في لندن)

عن الكاتب

عدد المقالات : 1687

اكتب تعليق

الصعود لأعلى