انت هنا : الرئيسية » الواجهة » *فن الرواية لكونديرا:

*فن الرواية لكونديرا:


ّّّّّذالأستاّّذ مهند النابلسي

*ملخص وتحليل وتعليقات لكتاب فن الرواية لميلان كونديرا/منشورات غاليمار/لألياد 2011/ترجمة خالد بلقاسم/المركز الثقافي العربي-2017/الدار البيضاء-المغرب:

*الدليل العتيد لفن كتابة الرواية الأصيل1/6:

*شروط “ميلان كونديرا” السبعة وأمثلة الروائي التشيكي “القدير المتصهين”/1986:

*لقد اخترع القرن التاسع عشر القاطرة، وكان هيجل متاكدا بانه قد استوعب روح التاريخ الكوني، واكتشف فلوبير البلاهة: التي هي بعد ملازم للوجود الكوني، لكن البلاهة ليست قادرة على محو تطورات “العلم والتقنية  والقدم والحداثة”، بل على العكس فانها تتقدم هي أيضا مع التقدم:كيف وصولا لعصر التفاهة الحالي؟

*ان العلامة المميزة للروائي “الحقيقي” (من وجهة نظر كونديرا المغلوطة) هي انه لا يحب التحدث عن نفسه، حيث يحذر كالفينو بانه لن يقول لأي كان أي كلمة حقيقية عن حياته الخاصة. ثم يقول فلوبير: “على الفنان أن يجعل للأجيال اللاحقة تعتقد انه لم يكن موجودا”. حيث يمنع موبسان صورته الشخصية من النشر في سلسلة مخصصة لمشاهير الكتاب: “فان حياة الانسان الخاصة وصورته لا يخصان الجمهور”، فلقد دمر دوبوسي “قبل وفاته” ، كل خطاطاته، وكل ما تركه من تآليف غير مكتملة، وربما ينطبق ذلك على روائيي الماضي وليس على الزمن المعاصر والقرن العشرين…وانا لا اجد ذلك واقعيا بل ومنطقيا حاليا، وربما لا ينطبق على الكثير من الروائيين المعاصرين ، بل ان بعضهم خصص في رواياته الفائزة بالجوائز فصولا تشي بنشأته ومعاناته الفقيرة في قريته وبواكير حياته وتجاربه الخاصة،كما ان بعضهم ركز على تجاربه العاطفية بصراحة واقعية مؤثرة وكأنه حول السرد الروائي لببيلوغرافيا شخصية، دون اي اعتبار لتقبل القارىء او امتعاضه، ومع ذلك فقد أثنى معظم النقاد على كتابته ومجدوا طروحاته التي مزجت الخاص بالعام هكذا؟ وبعضهم الآخر استوحى احدى رواياته الأخيرة من واقع نشأته وطفولته وبواكير حياته في مخيم الشتات الفلسطيني فأشهرها ولاقت استحسان القراء والنقاد على حد سواء، وآخرين أبطال مناضلين استوحوا رواياتهم الدالة من قلب السجون والمعتقلات فلاقت قبولا كبيرا وكما في الغرب فبعضهم وضع قصة حياته ضمن رواية لاقت رواجا كبيرا وهكذا فالأمثلة كثيرة من الصعب حصرها… فكيف يدعي كونديرا بامثلته القليلة المعدودة غير ذلك، علما بأنه وكافكا وغيرهم من كتاب تشيكيا تحديدا قد ادخلوا ضمن سردهم الروائي  حكايات معاناتهم مع الأنظمة الشمولية القمعية بشكل شخصي ورمزي/مجازي واضح، كما فعل هو تحديدا في روايته الشهيرة “الجهل” (التي سبق وكتبت عنها) لذا فأني لا اجد طرحه اعلاه صائبا البته، ويفتقد للتعميم والاثبات الشامل، وهو مخطىء بالتأكيد في تعميمه بغض النظر عن الأمثلة الحصرية القليلة التي اوردها، بل اني اجد ان معظم الروائيين قاطبة نرجسيين حتى النخاع، ولا يستطيعون الخروج من تجاربهم المعيشية والحياتية للعالم الواسع الانساني الرحب الا فيما ندر، والله أعلم!

*في عالم الموظفين البيروقراطي، ليس ثمة أي مبادرة، بل ثمة اوامر وقواعد فقط، انه عالم الطاعة والاذعتن…

*لقد عثر العقاب اخيرا على الخطيئة، فالمتهم يبحث عن خطيئته ويتقبل عقابه: كما هو حال بطل رواية المحاكمة لكافكا؟

*ضرورة أن تكون الرواية قائمة على بعض المقولات، مثل عمارة تقوم على الدعائم (حيث انهارت مؤخرا في جبل اللويبدة بعمان لعبث المقاول  الجاهل بعمود التسوية الانشائي وقتل في الحادث 13 شخصا تحت الأنقاض): فالدعائم التي قامت عليها رواية “كائن لا تحتمل خفته” على سبيل المثال، هي: الثقل، الخفة، الروح، الجسد، المسيرة الكبرى، الغائط؟، الكينش(الذي هو نفي مطلق مضاد للغائط البشري)، ثم عناصر: التعاطف، الدوار، القوة واخيرا العجز. فاخبروني أيها الروائيون العرب الكرام أنتم ونقادكم المبجلين المثابرين على تعظيم كل هذه الروايات والحكايات، عن دعائم رواياتكم وحتى قصصكم الطويلة والقصيرة، التي صدعتم رؤوسنا بها ليلا  ونهارا وعلى الفيس وفي ندوات الاشهار والابهار ؟!

*يتبع…

هامش:* ينتقل ميلان كونديرا من العام إلى الشخصي في حوار يتضمنه الكتاب مع الباحث والكاتب كريستيان سالمون ليخرج نفسه من دائرة كتاب الروايات السيكولوجية، ويعيد تحليل نصه انطلاقاً من قدرته على إدراك الأنا الشخصي، وقدرته على فهم الحياة الباطنية للإنسان. رصد ردات الفعل وإعادة بنائها على أساس روائي، وعلاقة الإنسان مع نفسه ومع الآخر، والبحث عن جوهر هذا الوجود وما يحدده هو الانشغال الثابت للكاتب ميلان كونديرا، ويطرحه في إطارات محددة لشخوص يلتبس عليها الأنا وتلتبس عليها الهوية في دهشة ضياع أسئلة الإنسان أمام نفسه، وأمام قدرته على تعريف أو تحديد نفسه في هذا العالم. من هذا البعد الغامض والعميق يقرأ الشرح الذي يحاول ميلان كونديرا من خلاله أن يعطي أدبه تعريفاً بعيداً عن التحليل النفسي، بل بأسئلة وبحث أبعد من علاقة الإنسان مع العالم، وبعلاقته مع ما يسميه العالم “الوجود” وعلاقة الإنسان مع هذا الوجود وقدرته على فهمه والاقتراب شيئاً فشيئاً من عمق سلوكه

عن الكاتب

عدد المقالات : 1687

اكتب تعليق

الصعود لأعلى