سينما المرأة أم سينما الهامش
طاهر علوان – العراق – ” وكالة أخبار المرأة “
لطالما كانت الأنثوية السينمائية موضوعا لنقاش سد الفراغ في دائرة الإنتاج السينمائي في العالم العربي، وإلا أين هنّ المخرجات في العالم العربي وما أدوارهنّ ومنجزاتهن وحضورهن، إننا نتحدّث عن القليل النادر.
هذا السؤال يعني النخبة التي لا تكاد تُذكر والتي هي على هامش المنجز السينمائي.
الفصل الجندري يحضر هنا بقوة سينمائيا. الذكور المهيمنون والنساء اللائي في الهامش وخلال ذلك تتحدث لغة الأرقام، كم فيلما خلال عقد من السنين أنتجته مخرجات في مقابل مخرجين.
الهامش الذي لا يريد الآخر إخراج المرأة المخرجة منه هو نوع من الاستثمار في النوع على فرضية من هو مؤهل أو غير مؤهل لأداء المهمة وبالتأكيد المرأة سوف تفصلها فاصلة.
وإذا اقتربنا أكثر فإن الإشكالية ترتبط بمجتمع شرقي تشكل فيه أوضاع النساء المساحة الأوسع من أي نقاش وأية تنمية.
وبهذا تستطيع المرأة الاغتراف من قضايا النساء إلى ما لا نهاية ومع ذلك بقي الهامش هو الهامش وبقيت قضايا المرأة الشرقية في الهامش تتراكم وتدور عليها دورة الزمن لتزيدها تعقيدا.
ليس تمكين المرأة من العمل ولا رفع القيد البطريركي ولا حقها في التعليم إلا قطرة من بحر ناهيك عن التعنيف وزواج الصغيرات ممّا تعجّ به الحياة اليومية ومع ذلك تغيب كاميرا المخرجة العربية في ما هو ليس من إرادتها.
والإشكالية تتعدى الشركات الخاصة المنتجة إذا افترضنا أن عينها على المردود المالي، بل تذهب إلى مفاصل أخرى، حكومية من بينها لا يعنيها حضور المرأة أو غيابها بقدر حضور المادة الفيلمية بالمواصفات والشروط المطلوبة.
لا حضور نسائيا كبيرا في عملية الإخراج السينمائي ولا في أي مفصل آخر، وتلك فرضية مجرّدة نعلم مسبقا استحالة تحققها.
ثم يضاف إلى ذلك ما نسمعه دون انقطاع، عن أنه وسط سينمائي مغلق على أصحابه ولا فرصة لأي جديد أن يلج الميدان والمرأة يكون دخولها من موقع أدنى لأنها لن تتشبّث بأهداب موهبتها بل بمحاولتها المستميتة أن تجد موطئ قدم مهما كان وأن تحترم كإنسانة وليس نقطة مساومة.
سينما المرأة تغرق في هامش ذكوري ومؤسساتي، والحضور النادر للمرأة المخرجة السينمائية مسألة فيها نظر.