صفقة القرن أم صفقة الخذلان
زين عالول
{ما كانت الحسناء ترفع سترها…. لو أن في هذه الجموع رجالاً…}
{الرماح إذا اجتمعْنَ تكسُّرًا…. وإذا افترقْنَ تكسَّرتْ آحادا..}
في 638ميلادية الموافق الخامس عشر هجرية كتب التاريخ ان عمر ابن الخطاب تسلم القدس من البطريك صوفرونيوس وفيها كانت أروع صور التسامح..
وفي الثاني من نوفمبر سنة ١٩١٧قبل مائة عام صاغ بلفور وزير خارجية بريطانيا وعده المشئوم باعطاء ما لا يملك لمن لا يستحق..
والآن أكتب يا تاريخ: في السادس من ديسمبر من سنة ألف وتسمعمائة وسبعة عشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يغزو القدس، على صهوة الذل للعرب…ويقرر أيضاًأن القدس عاصمتهم….
[ وإعطاء من لا يملك شيئاً لمن لا يستحق شيئاً].
لكن ..لم يجد أحداً في مواجهته لأنهم كانوا في أجنحتهم مستهترين..وفي قصورهم طوائف متآمرين.. وعلى مقاعدهم نائمين …
بكيتُ.. حتّى انتهت الدّموع صليتُ.. حتّى ذابت الشّموع ركعتُ.. حتّى ملّني الرّكوع سألتُ عن محمد، فيكِ وعن يسوع يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء، يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء يا قدسُ، يا منارةَ الشّرائع يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرّسول حزينةٌ حجارةُ الشّوارع حزينةٌ مآذنُ الجوامع يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
{شعر نزار قباني}
يا قدس يا مدينة السماء..
أراك اليوم في ثوب الدماء..
أراك اليوم في غضب وحدادوبذل المزيد من التضحيات..!
أراك اليوم في مقلة كل حر وحرة تبكي ولن تجف الدموع..حتى ترجع الحقوق وعروبة القدس وفلسطين..
القدس عربية وتدعوا لنصرة للأقصى ولفلسطين .. تبكي حتى غسلت بدموعها كل المعابد والكنائس ومواضع المتعبدين.. تصرخ عالياً بحناجر أبناؤها النشامى والشجاعة ..لبيك يا قدس!
القدس لنا والبيت لنا والأرض لنا…القدس تصرخ أسيرة من قلب رحم حجارة بيت المقدس رغم أنف الظالمين..تسرد دروس الجغرافيا والتاريخ.. ومعجزات الرسل التي رفضت كل أنواع المهانة.. فكل عربي غيور لابد من رفضه لصفقة القرن .. نعلي الصوت ونصرخ عالياً…أنا عربي..أنا فلسطيني..أنا ألقدس والقدس لي..
القدس تنتفض من جديد بحجارة البواسل.. والمؤمنين الغيورين…القدس عاصمة كل العرب …وليس فقط للفلسطينيين…لن نركع مهما قال أصحاب الخسة والأوابش، ومهما أعلن في صفقة القرن وأصحاب الخيانة والسوابق..
يا أرض السلام تتوقين اليوم للحرية وللسلام..!
يا قلب العرب وجوهرة المدن ..ومنارة المعابد..يا أرض الصلاة والدعاء، نتوق اليوم للركوع والعبادات في رحاب الاقصى ورواق صلاح الدين..
يا أرض الشهادة والطهارة ..نتوق كل يوم للسير في أسواقك القديمة نتجول من عصر لآخر..
في بيتك العتيق وسوقك الحزين، تعبق البخور في الجوامع والكنائس ..!
وفيها كل رموز الديانات السماوية والمذاهب ..وأضرحة الأنبياء والقسيسين..
فهي القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين.. ومدينة المعابد.. التي تشبة وجه الله العابد..الباسط الخالق..
عن إبن عباس قال رسولنا الكريم..
(من يريد النظر إلى بقعة من بقاع الجنة
فلينظر إلى بيت المقدس)
القدس، أول من سكنها هم اليبوسيون من العرب ولكن بعد ذلك تكالبت عليها وحاصرتها كل أعداء وأمم الكون ابتدائاً من الأشوريون..!ومروراً بالفرس والروم ..!والبيزنطيين ..والصليبيين..!
والإنجليز.. وأخرهم بني صهيون..! حجارة السوق والسور والقباب ، وكنائس القدس ،شاهدة على واقع معارك المتلاحمين…!
الفلسطيني من القدم،يعاصر تلك الحقب، يقاتل تلك الجحافل من جيوش الإستعمار .. وعندما جاءت فتوحات الإسلام،لتدافع عن القدس وفلسطين..جاءت معه مراكز الإشعاع..عمر والجراح وخالد وصلاح الدين الأيوبي..
كانوا من قاد تلك الفتوحات وأشرقت على أيديهم الشمس من جديد، وسطع النور بعد تحطيم أنياب الشياطين..
وعادالشيطان ثانية لأرض السلام والملاك. جاء اليهود وجاءت شياطينهم تغزو وتحرق من جديد..أرض القداسة والميعاد…احتلوا البلاد وقتلوا وهجروا شعب فلسطين ..
وسارت الأيام…الشيطان يقول أنا الأصل.. والملاك يقول أنا عاشق فلسطين، وباني يافا وحيفا وزارع الجليل..فما زال في شعبنا فتية ضحوا بأرواحهم ، في سبيل كرامة فلسطين كمحمد الدرة ومحمدأبو اخضير وزياد أبو العين وغيرهم ومن يبذل الدم غالياً للقدس وفلسطين..
شعب الجبارين صامد في كل فلسطين والقدس عاصمة فلسطين..!وأنتم الزائلين يا شياطين.. حتى ولو بعد حين أو عقد ..او بعد صفقة القرن الواحد والعشرين.. ..!! ويغيب نهار آخر.. هم يعيشون في حقد ونكران لحقوق أمة فلسطين..ونحن نعيش ولن ننسى أو نتنازل عن حقنا لاسترداد بوصلة تراب فلسطين… وعاصمة قلب فلسطين…
راي اليوم