المشروع الوطني الفلسطيني: مراجعة سياسية بين يدي انطلاقة جديدة”،

عمان- رأي اليوم: ضمن سلسلة دراسات مركزة، أصدر مركز “دراسات الشرق الأوسط” في الأردن كتاب “المشروع الوطني الفلسطيني: مراجعة سياسية بين يدي انطلاقة جديدة”، يتناول مختلف جوانب المشروع الوطني الفلسطيني، مبتدئاً بعرض تاريخي لمُجمل مراحل هذا المشروع، ومن ثم التحولات التي طالته على امتداد العقود الماضية.

ويركز الكتاب الذي صدر حديثا، على التحديات التي تواجه المشروع ورؤية الأطراف الفلسطينية الفاعلة لأزمته وتوصيفها. ويتضمن العديد من الأفكار العملية التي يمكن لها أن تسهم في بلورة مشروع وطني فلسطيني جامع، كما يرسم السيناريوهات المتوقعة له في ضوء المعطيات الفلسطينية والإقليمية والدولية.

ويخلص الكتاب إلى عدد من التوصيات التي يمكن لها أن تُسهِم في إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني.

ويشير إلى أنّ المشروع الوطني الفلسطيني تبلور بشكل واضح لأول مرة بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وكان الهدف الذي تبنته المنظمة في ذلك الحين هو تحرير كل فلسطين عن طريق الكفاح المسلح. ثم يناقش الكتاب التحولات التي طالت مكونات المشروع الوطني ممثلةً بالأهداف، والمؤسسات، وآليات العمل. فقد كانت تتمحور أهداف المشروع حول هدفَين رئيسين هما تحرير كامل الأرض الفلسطينية وعودة كافة اللاجئين إليها.

كما يشير الكتاب إلى أن البرنامج المرحلي عام 1974 دعا إلى إقامة سلطة وطنية على أيّ أرضٍ فلسطينيةٍ يتم تحريرها، فكان بذلك التحوّل من مشروع التحرير الكامل إلى مشروع السلطة والدولة.

ويناقش الكتاب التحديات التي تواجه المشروع الوطني في الوقت الراهن، ومن أبرزها: ظهور حركات فلسطينية خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك توقيع اتفاق أوسلو وقيام السلطة الوطنية، إضافة إلى تأثر القرار الفلسطيني الرسمي بالمواقف الإقليمية والدولية.

ويرسم الكتاب أربعة سيناريوهات متوقعة للمشروع الوطني الفلسطيني: أولها تعثر المشروع الوطني واستمرار أزمته، وثانيها التوافق على مشروع وطني واحد يسعى لتحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني مرحلياً واستراتيجياً، وثالثها فرض أحد الأطرف الفلسطينية رؤيته للمشروع الوطني نتيجة تراجع قوة ونفوذ الأطراف الأخرى، وآخرها تراجع المشروع الوطني الفلسطيني ووضعه في مواجهة استحقاقات حلٍّ إقليميٍّ.

ويبين الكتاب شروط تحقق كلّ من هذه السيناريوهات المطروحة وما يترتب على تحقيقه من نتائج.

ويخلص الكتاب إلى عدد من التوصيات أبرزها: بدء حوار وطني شامل وموسع لتحقيق المشترك من الرؤى والأهداف، وبناء رؤية وطنية تقوم على الرواية التاريخية الفلسطينية والحقوق الوطنية، وإعادة النظر بالخيارات الوطنية في تحقيق الأهداف والمصالح العليا للشعب الفلسطيني والعمل على بلورة خيارات فاعلة لإنجاز المشروع الوطني، وإعادة صياغة وهيكلة المرجعية العليا للشعب الفلسطيني وفق المصالح العليا المتوافق عليها بما في ذلك منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية أو هيئات أخرى قائمة أو يمكن أن تنشأ لهذه الغاية.