أبوظبي “رأي اليوم”- فاطمة عطفة

أعلنت لجنة التحكيم للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية بدورتها العاشرة لعام 2017 عن فوز “رواية موت صغير” للكاتب السعودي محمد حسن علوان، جرى هذا خلال الاحتفال الذي أقيم في فندق فرموت البحر بأبوظبي بحضور ياسر سليمان مجلس أمناء الجائزة، وأعضاء لجنة التحكيم برئاسة سحر خليفة، فاطمة الحاجي، صالح علماني، صوفيا فاسالو، وسحر الموجي قدم الضيوف الإعلامي خالد الحروب. وسوف يحص الفائز على 50.000 دولار أمريكي إضافية. كما يحصل بقية المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ على 10.000أمريكي

ولد محمد حسن علوان في الرياض، عام 1979، ويقيم في تورونتو، كندا. صدرت له أربعة روايات قبل “موت صغير” هي “سقف الكفاية” (2002)، “صوفيا” (2004)، “طوق الطهارة” (2007)، و”القندس″ (2011) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2103، وفازت نسختها الفرنسية بجائزة معهد العالم العربي في باريس لأفضل رواية فرنسية مترجمة من العربية عن العام 2015.

كما أصدر علوان كتاباً نظرياً بعنوان “الرحيل: نظرياته والعوامل المؤثرة فيه”(2014). عام 2010، تم اختياره ضمن أفضل 39 كاتب عربي تحت سن الأربعين، وأدرج اسمه في أنطولوجيا “بيروت 39″. كما شارك علوان في أول “ندوة” (ورشة إبداع) التي نظمتها الجائزة العالمية للرواية العربية في العام 2009 وكان مدرّباً على الكتابة في ندوة العام 2016.

رواية “موت صغير” هي سيرة روائية متخيلة لحياة الفيلسوف محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس في منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته في دمشق. تتناول الرواية سيرة حياة زاخرة بالرحيل والسفر من الأندلس غرباً وحتى أذربيجان شرقاً، مرورا بالمغرب الغربي ومصر والحجاز والشام والعراق وتركيا.

وفي فيلم أنتجته الجائزة العالمية للرواية العربية لموقعها: قال الكاتب علوان “أحياناً يبدو مستغرباً أن تُكتب رواية عن ابن عربي بتلك الأبعاد الطاعنة في مشرقيتها بينما أنا مقيم في هذا الجزء البعيد البارد من العالم، في كندا. ولكن أفكر أحيانا في ذلك فأتهم الحنين أولا بشكل مباشر ثم أجد أن التلامس مع المختلف الغريب هو الذي يدفعني باتجاه ذاتي وتراثي وثقافتي القديمة.”

كما علّقت سحر خليفة نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقولها: تنبش رواية “موت صغير” في حياة ابن عربي، وتستحضر الرواية مرحلة تاريخية بصراعاتها وحروبها واضطراباتها وكيف في قلب هذا الخضم تتشكل وتتطور مسيرة حياة ابن عربي الإنسان.

وبهذا الفوز، تعتبر رواية “موت صغير” أفضل عمل روائي نُشر خلال الإثني عشر شهراً الماضية، وجرى اختيارها من بين 186 رواية مرشحة تمثل 19 بلداً عربياً.

كما سيتم تكريم الكتّاب الخمسة المرشحين في القائمة القصيرة في الحفل وتلقى المرشحون جائزة تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار أميركي، كما شاركوا في سلسلة من الفعاليات في أبوظبي قبل الإعلان عن الرواية الفائزة، في مقر اتحاد كتاب الإمارات وحرم جامعة نيويورك أبوظبي.

وقد ضمت لجنة التحكيم لعام 2017: الدكتورة سحر خليفة، رئيساً، مع عضوية كل من: الأكاديمية والروائية والمذيعة الليبية فاطمة الحاجي، والمترجم الفلسطيني صالح علماني، والأكاديمية والمترجمة اليونانية صوفيا فاسالو، والروائية والأكاديمية المصرية سحر الموجي.

قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة: تسحرك رواية “موت صغير” بانسيابيتها وانتظام سردها وهدوء حركتها الداخلية؛ فتجعلك تغوص في عوالم بطلها، ابن عربي، في حله وترحاله وكأنك هو في أزمان مضطربة تصارع مآسيها بصبر يتردد. تتدفق الرواية بين يديك، وتجري ورائها بشغف أخّاذ وإيقاع متوازن يشهد لكاتبها محمد حسن علوان بقدرة رائعة على حياكة السرد دون تزويق أو بهرجة.

الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية وصار ينظر لها باعتبارها الجائزة الأدبية الرائدة في العالم العربي. ترعى الجائزة “مؤسسة جائزة بوكر” في لندن، بينما تقوم هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات العربية المتحدة بدعمها مالياً. تدعم الجائزة أيضا مجموعة الاتحاد للطيران التي تمكّن كتاب القائمة القصيرة والمحكمين من السفر إلى حفل توزيع الجوائز في أبوظبي.