جديد المعرض الدولي للكتاب بالمغرب
الرباط ـ عبد الجليل لعميري:
نظم المعرض الدولي للكتاب بالمغرب ، في دورته 23، ايام :9-19 فبراير 2017، بالدار البيضاء …وقد عرفت هذه الدورة تنظيم عدة فعاليات (ندوات/حفلات توقيع/انشطة للاطفال…). ورغم المنافسة الشديدة التي اصبح يعاني منها الكتاب الورقي فانه مازال له عشاقه.
ومن بين الروايات التي حظيت باهتمام زوار المعرض بشكل استثنائي كانت رواية :”اللصيلصون في قصر المتعة” للدكتور عادل اوتنيل ،والصادرة عن دار النشر افريقيا الشرق في طبعتها الاولى 2017،وعادل شخصية مشاغبة ومقاومة ، فرغم انه من دوي الاحتياجات الخاصة ،فانه تحدى اعاقته وحقق اعلى درجات البحث العلمي ونشر عملين ادبيين ، وهو شاب من مدينة تيزنيت (جنوب اغادير) من مواليد 1977،حاصل على اجازة في الادب العربي من جامعة ابن زهر باغادير ،وماستر ودكتوراه (الاغتراب في شعر الصعاليك)من جامعة محمد بن عبدالله بفاس.وهنا تقديم للرواية:
*الفتى الجنوبي وسيرة الصعاليك الجدد :
احتفال حكائي ينظمه عادل من خيوط الواقع القاسي…خيوط تتلون بألوان الخيال…تنسج الحكاية….الحكايات…من حكاية المدينة والوطن … الى حكاية الربيع ذي الطعم الخريفي… وحكاية علي وفاطمة وصعاليك المدينة الجدد… ثم حكاية الفساد الذي يدفع بشباب المدينة الى الهامش (القصر المهجور)حيث يبنون عوالمهم الممزوجة بالهموم والحشيش والخمرة غير منقطعين عن شوارع بلدتهم….شباب يشبهون كثيرا الشعراء الصعاليك الذين نعرف عشق عادل لهم ولتجربتهم الحياتية والشعرية…يستعير الفتى الجنوبي تجربة الصعاليك الأجداد ويزرعها في تربة تزنيت ليقول عبرها أسئلته الاجتماعية والسياسية…يجعل صعاليكه الجدد أداة لكشف أشكال الفساد المستشري في المجتمع المحلي :اللواط ،تجارة المخدرات ،الاغتصاب، الظلم…وعبر كل شخصية من شخصياته :علي ،طوطو،عزيز ،انور..النجار العجوز البرلماني المتفسخ…نطل على مشاكل المجتمع :العنف الأسري ،الفقر ،الحرمان من التعليم…كما نطل على حلقات النضال الطلابي والحراك السياسي الوطني والعربي…
يأتي السرد في رواية “اللصيلصون في قصر المتعة” قاسيا عنيفا جارفا….عنف الواقع والفساد يواجهه عادل بعنف السرد وعنف الأحداث وقسوة اللغة ناحتا بذلك “النص القاسي”(كما يسميه محمد اشويكة).
ينجح عادل في بناء أسطورة خاصة بنصه هي مزيج من الماضي (الصعاليك الأجداد) ومن الحاضر(أسطرته لدور الصعاليك الجدد في تطهير المجتمع من اللصوص الكبار).والرواية تنتهي بانفتاحها على المستقبل :” و بمرور الأيام كتبت الصحف و المجلات عن ظاهرة غريبة محيرة لم تجد لها تفسيرا ألا وهي عمليات سرقات منظمة لمنازل الأثرياء المتخمين يعقبها تسلل فتية ملثمين تحت ستـــار الليل البهيم و توزيـع الأمــوال علـــى الكــداح البؤساء الذين يفترشون أديم الأرض و يلتحفون السماء.”(نهاية الرواية).
ولا تخلو الرواية من نقد ضمني لمسارات السياسة سواء عند الأحزاب أو الفصائل الطلابية أو من خلال الربيع العربي والدولة،مع انتقاد للبنية الذهنية للإنسان العربي الغارق في التقليد والجمود والظلامية.
تبدو شخصيات الرواية وكأنها تحمل وعيا أكبر منها ، هو وعي الكاتب ، لكن عادل يبذل جهدا كبيرا في تبرير هذا الوعي وربطه بمسبباته. كما نلاحظ تجنب الكاتب للتنويع في لغة الشخصيات معتمدا لغة معيارية فصيحة بعيدا عن نماذج من اللغة المحكية ، ولعل ذلك ناتج عن اختار فني يعيه الكاتب نفسه.
إن باكورة عادل الروائية لن تكون سوى بداية لروايات تلمع في الأفق القريب….نحن أمام ولادة روائي واعد سنتمتع كثيرا بأعماله الإبداعية القادمة كما تمتعنا بمجموعته القصصية الأولى
المصدر:رأي اليوم