انت هنا : الرئيسية » اخبار متنوعة » سراء الردايدة – عمان – ” وكالة أخبار المرأة “

سراء الردايدة – عمان – ” وكالة أخبار المرأة “

 

 

قليلة هي الأفلام التي تكشف تفاصيل الحياة الأمازيغية في الجزائر ودورهم في محاربة الاستعمار الفرنسي منذ بداياته في القرن التاسع عشر، خصوصا للجمهور المحلي، لكن فيلم “فاطمة نسومر” قدم لشخصية أسطورية في تلك الحقبة.

بتوقيع المخرج بلقاسم حجاج، افتتح “فاطمة نسومر” فعاليات أيام الفيلم الجزائري في عمان بدورته الرابعة أول من أمس بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، من خلال التركيز على جانب ودور مهم لسيدة شكلت معالم نضال المرأة الجزائرية الأمازيغية في مقاومة الاحتلال الفرنسي.

نسومر قام بدورها الممثلة الفرنسية ليتيسيا ايدو، التي تعلمت اللغة الأمازيغية من أجل الدور، وتدور أحداثه في 1846، ويركز على دور نسومر الروحي والسياسي في توحيد القبائل وحماية منطقة جبال الأمازيغ من أن تقع في يد الفرنسيين.

في النصف الأول من الفيلم يكشف المخرج جمال مناطق الأمازيغ القبائلية وتنوعها، إلى جانب حضور قوي للمحارب بوبغلة الذي يقع في حب فاطمة ولكن القدر يحول دون توحدهما

القوة في التركيز على عنصر نسائي يكمن في ملامح “لالا فاطمة”، ولغتها القديمة التي تشكل جزءا مهما من المنطقة وثقافتها وتاريخها في البحر الابيض المتوسط، فيما شعارات البطولات تقف في الخلفية لتعزز هذا الصراع، والتي شكلت أسطورة للقتال ذات طابع روحاني وشعبي.

نسومر التي تزوجت بابن عمها وهي صغيرة ولم تقبل به وبقيت أسيرته بدون أن يمنحها حريتها لتتزوج من الشريف بوبغلة، لتتحول لمعالجة ومتفقهة بأمور الدين ورمزا للمقاومة الأمازيغية.

وبالرغم من ان الفيلم لم يتوغل كثيرا في حياتها مانحا مساحة أكبر للمقاتل الشريف بوبغلة قائد المقاومة الشعبية الذي تعرض للخيانة والاغتيال، وأظهر بعضا من صفاته كرجل لا يخاف وطائش ولا يرحم، حيث يتحدى الفرنسيين وجنودهم مرددا عبارة “الانكسار ولا الانحناء”، فضلا عن حمله لخرافة أن الرصاص لا يخترق جسده ولا يموت.

جماليات الفيلم هي بإبراز التقاليد والزي الأمازيغي والعادات في تلك الحقبة الزمنية، فيما الوثائق التاريخية لا تظهر الكثير عن حياة نسومر بقدر بوبغلة.

وإن كانت الخرافة والأسطورة هي ما يقدمه حجاج، فإن قوة نسومر وأداءها كانت في تلك الملامح التي تظهر هادئة في كل اللحظات بحوار من وحي الحكايات الشعبية، والسيناريو للفرنسي مارسال بوليو ومدير التصوير يورغوس أرفانيتيس.

ملحمة طويلة نصفها الثاني هو الأكثر تكثيفا مقارنة بنصفها الأول، لكنه التقط جانبا مهما لهذه الشخصية الأسطورية، التي اكسبتها ليتسيا ايدو طابعا مختلفا بملامحها الحادة والجميلة، فضلا عن التعامل ببعد روحاني تمثل في الأجواء التي أحاطت نفسها بها وكللها المخرج ببيئة تصوير تعكس كل هذا.

 

 

 

عن الكاتب

عدد المقالات : 1687

اكتب تعليق

الصعود لأعلى