انت هنا : الرئيسية » اخبار متنوعة » ليلى خالد لـ”رأي اليوم”: الهدف الرئيسيّ من المحرقة التي صنعتها إسرائيل في الحرب العدوانيّة الأخيرة ضدّ غزّة هو إبادة ثقافة المُقاومة والهدف لم يكُن حركة حماس فقط

ليلى خالد لـ”رأي اليوم”: الهدف الرئيسيّ من المحرقة التي صنعتها إسرائيل في الحرب العدوانيّة الأخيرة ضدّ غزّة هو إبادة ثقافة المُقاومة والهدف لم يكُن حركة حماس فقط

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
قالت المُناضلة الفلسطينيّة، ليلى خالد، من قادة الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، في حديثٍ خصّت به صحيفة (رأي اليوم)، قالت إنّ الهدف الرئيسيّ من المحرقة التي صنعتها إسرائيل في الحرب العدوانيّة الأخيرة ضدّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ هو إبادة ثقافة المُقاومة، مشدّدّة على أنّ الهدف لم يكُن حركة حماس فقط. وفي معرض ردّها على سؤال قالت خالد إنّ القيادة الفلسطينيّة الرسميّة لم تعلب أيّ دور خلال العدوان الإرهابيّ ضدّ قطاع غزّة، على الرغم من أنّ الوفد الفلسطينيّ المُفاوض في القاهرة كان موحدًا، ولفتت المُناضلة، التي اشتهرت بخطف الطائرات الإسرائيليّة، لفتت إلى أنّ المُقاومة الفلسطينيّة سطرّت ملحمة، ولكنّها في المحصلة العامّة لن تنتصر، لأنّها لم تفرض شروطها على العدو الصهيونيّ، مُضيفةً إنّ هذا العدوان والصمود الأسطوريّ للمُقاومة أحدث اهتزازًا كبيرًا جدًا في المجتمع الإسرائيليّ. ويجب أنْ نذكر ونُذكّر بأنّ إسرائيل هي دولة مارقة، تتصرّف فوق القانون، وتعتبر نفسها غير خاضعة لأيّ قانون.
*هل تُوافقين على الطرح القائل إنّ المُقاومة لم تُهزم وإسرائيل لم تنتصر؟
-نعم، ولكن أُريد أنْ أَضيف بأنّ العدو الصهيونيّ لم يتوقّع هذه المُقاومة الأسطوريّة من الشعب الفلسطينيّ، والإدعاءات الإسرائيليّة بأنّ حركة حماس كانت الوحيدة المُستهدفة هي مجرّد هراء. إسرائيل أرادت أنْ تضرب المُقاومة، أنْ تضرب مجرّد تفكير الفلسطينيّ بالمُقاومة، وذلك من خلال ضرب المدنيين وتنفيذ محرقة للفلسطينيين في غزّة. العدو أراد كيّ الوعيّ الفلسطينيّ، وإنهاء ثقافة المُقاومة لدى الشعب الفلسطينيّ. إسرائيل ارتكبت محرقة في غزّة، لأنّ ما فعلته خلال أيام العدوان يشمل كلّ مقوّمات المحرقة، ومن وراء ذلك أرادت أنْ تُنهي مرّة واحدة وللأبد تفكير الشعب الفلسطينيّ بالمُقاومة، وفي هذا السياق فشلت فشلاً مُدويًّا، حيث أنّ العدو الصهيونيّ لم يتوقّع هذا الصمود الأسطوريّ من قبل المُقاومة، وهذا يُدلل على أصالة الشعب العربيّ الفلسطينيّ. في المُقابل، لاحظنا الاهتزاز داخل المجتمع الإسرائيليّ ضدّ العدوان، وشاهدنا عبر شاشات التلفزيون المُظاهرات ضدّ العدوان، وضدّ سياسة حكومة نتنياهو التي كانت أوهن من حسم المعركة أوْ إعادة قوّة الردع الإسرائيليّة، وهذا أيضًا إنجاز للمقاومة وللشعب الفلسطينيّ.
*هل يُمكننا القول إنّ المُقاومة الفلسطينيّة انتصرت على العدو الإسرائيليّ؟
-لكلّ نصرٍ توجد الشروط المُناسبة له. في هذه الجولة من العدوان الإسرائيليّ البربريّ والهمجيّ ضدّ شعبنا، لم ننتصر بالمعنى الحقيقيّ للكلمة، ذلك أنّ المُنتصر هو الذي يقوم بفرض شروطه على العدو في الحرب، ونحن الفلسطينيين لم نتمكّن من فرض شروطنا على العدو الإسرائيليّ، وتحديدًا في المُفاوضات غير المُباشرة التي جرت في القاهرة برعاية مصريّة. كما أُريد في هذا السياق، أنْ أُشدد على أنّ القيادة الرسميّة الفلسطينيّة كانت غائبة بتاتًا عن المشهد خلال العدوان، ولم تكُن حاضرة بالمرّة، وعلى الرغم من ذلك، تمّ تشكيل الوفد الفلسطينيّ الموحّد في المفاوضات غير المباشرة، على الرغم من أنّه لم يتّم الاتفاق على أيّ شيء في مواجهة العدو الإسرائيليّ، حتى الآن، وأُشدّد حتى الآن.
*ما هو رأيك في الدور المصريّ خلال العدوان وخلال المُفاوضات غير المُباشرة التي رعتها القاهرة للتوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار بين المُقاومة والعدو الإسرائيليّ؟
-بادئ ذي بدء، لا يُمكننا كفلسطينيين أنْ نتجاهل الدور الرياديّ والقويّ الذي لعبته هذه الدولة العربيّة على مدار السنين في دعم القضيّة الفلسطينيّة، ولكن نتيجة للظروف التي أحاطت بمصر في السنوات الأخيرة أدّت إلى تراجع الدور المصريّ، مع ذلك، ما زلنا نتطلّع إلى أنْ تلعب هذه الدولة العربيّة دورًا أكثر فعلاً، وأنْ تتحوّل من دور الوسيط إلى دور الحليف للشعب الفلسطينيّ. وعلينا أنْ نذكر دائمًا أنّ التواصل الجغرافيّ بين فلسطين ومصر كان وما زال وسيبقى قائمًا، وفي الخيار الذي أمامنا: مصر أمْ إسرائيل، بطبيعة الحال الشعب الفلسطينيّ قرّرّ مصر، وهذا موقف تاريخيّ.
*ذكرت القيادة السياسيّة الفلسطينيّة الرسميّة وعدم وجودها. ما رأيُك في أداء السلطة الفلسطينيّة؟
-نحن في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، قُلنا من التوقيع على اتفاق أوسلو إننّا ضدّ هذا الاتفاق، وما زلنا على موقفنا. نحن لا نعترف بأوسلو ولا بإفرازاته، وأقصد في هذا السياق، السلطة الفلسطينيّة، التي وُجدت لكي تكون وظيفتها أمنيّة فقط، وتعمل بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيليّ. من المؤسف حقًا أنْ يقول رئيس السلطة محمود عبّاس (أبو مازن) إنّ التنسيق الأمنيّ مع العدو الصهيونيّ هو أمر مُقدّس، وأن من ناحيتي أتوجّه من خلال صحيفتكم وأقول لعبّاس إنّ حقوق الشعب الفلسطينيّ هي الأمر المُقدّس. وعندما أسمعه يتكلّم عن إعادة المفاتيح لإسرائيل، أتساءل عن أيّ مفاتيح يتحدّث، فهناك فرق بين مفتاح ومفتاح، كما قال الشهيد غسّان كنفاني. إنّ السلطة تعمل بأوامر إسرائيليّة، ولكن على الرغم من كلّ ذلك، تبقى المُهمّة الأساسيّة لشعبنا طرد المُحتّل، وهذا أوّل هدف وأنبل هدف، وشعبنا وصل إلى درجة عالية من الوعي، ليعرف كيف يُفرّق بين الغث والسمين، كما أنّ شعبنا الفلسطينيّ بات على ثقة ودراية بأنّه يجب في أوّل المطاف طرد المُحتّل من فلسطين. أمّا بالنسبة لقمع المظاهرات المؤيّدة للمقاومة في الضفّة الغربيّة وقمعها من قبل أمن السلطة، فهذا تحصيل حاصل، لأنّ اتفاق أوسلو ينصّ على ذلك، عندما يدخل الجيش الإسرائيليّ فإنّ الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة مُلزمة بالبقاء في مكاتبها.
*ما هو رأيك في ما يحدث في سوريّة؟
-القضيّة السوريّة الحاليّة أُوجدت بهدف تقسيم هذا البلد العربيّ، وإنهاء سوريّة كدولة مدنيّة، ودولة مُمانعة، تقوم بدعم المُقاومة. والعدوان الأخير على غزّة أزاح القناع عن كلّ الناس، عن الأحزاب، عن الجمعيات، وعمليًا عن الجميع.
*وكلمة أخيرة؟
-أقول لك، وهذا ليس حديث المشاعر، سنعود إلى فلسطين، كلّ فلسطين، إلى عكّا وحيفا ويافا. ولو أعطونا كلّ العالم، عليهم أنْ يكونوا مطمئنين، سنرفض هذا العرض، ولن نتنازل عن فلسطين التاريخيّة، فهي لنا.

عن الكاتب

عدد المقالات : 1687

اكتب تعليق

الصعود لأعلى