انت هنا : الرئيسية » اخبار متنوعة » جبران شاعر”غريب في العالم”

جبران شاعر”غريب في العالم”

جبران خليل جبران كان الأديب، و كان الشاعر.و جهر هو نفسه بذلك:

“أنا شاعر،أنظم ما تنثره الحياة، وانثر ما تنظمه. و لهذا أنا غريب،و سأبقى غريبا حتى تخطفني المنايا و تحملني إلى وطني”.

و جبران في شاعريته، شعر بأنه غريب في هذا العالم المادي الذي لم يستطع أن يفهم شاعرنا، و لأ ن شاعرنا بدوره لم يجد في الوجود من يعرف كلمة من لغة نفسه.

عبر جبران عن غربته هذه:

“أنا غريب في هذا العالم،أنا غريب و في الغربة وحدة قاسية ووحشة موجعة غير أنها تجعلني أفكر أبدا في وطن سحري لا أعرفه و تملأ أحلامي بأشباح أرض قصية ما رأتها عيني”.

إن غربة الشاعر قاسية،ولكنها لذيذة في آن.قاسية،لأن العالم لم يدرك ما تنطوي عليه صيحات الشاعر،

و لذ يذة لأن جبران كان ينشد عالما وراء هذا العالم. عالما هو الفردوس الذي فتش عنه عبر كيانه وروحه.فكان جبران في ذلك على صورة المسيح-والمسيح كان هاجس جبران الأول-بنبرته النبوية القائلة:مملكتي ليست في هذا العالم”.وإذا هذه الصيحة، في نظر بعضهم محاولة سلبية،أو نزعة هربية،

فإنها في أعماق نفس الشاعر ينم منها سمو و محاولة تطهر من أدران الأرض و أرجاسها،أرض البشر،لا الأرض المعطاء التي خاطبها:”أنت الجمال في عيني.والشوق في قلبي و الخلود في روحي أنت أيتها الأرض. فلو لم أكن لما كنت”.
الدكتور منيف مصطفى:”قراءات لبنانية في الأدب و النقد واللغة”.سلسلة المنشورات اللبنانية رقم 9
منشورات
الجامعة الأمريكية للعلوم و التكنولوجيا

عن الكاتب

عدد المقالات : 1687

اكتب تعليق

الصعود لأعلى