انت هنا : الرئيسية » اخبار متنوعة » الانتخابات البلدية فرنسا: معاودة الفاشية

الانتخابات البلدية فرنسا: معاودة الفاشية

ترجمة بوطاهر لطيفة

latefa

يذكرنا اختراق الجبهة الوطنية للانتخابات البلدية، بأن الفاشية قد ولدت في فرنسا من اتجاه سياسي ما لبث أن لقي رواجا قاريا في نهاية القرن التاسع عشر. و لهذا يجب على كل أوربا أن تستشعرالخطر من الأحزاب التي تسخر من الديموقراطية.

كلما أتينا عل ذكر الفاشية ،استحضرنا الدول الآتية: ايطاليا ، ألمانيا، البرتغال و اسبانيا. وفي الثلاثينيات و الأربعينيات، كا نت أوروبا و خصوصا جهتها الشرقية :بولونيا،تشيكوسلوفكيا، هنغاريا ورومانيا خاضعة لسيطرة أنظمة قريبة من هذه الإيديولوجية .
ا ستطاعت الجبهة الشعبية الفرنسية ايقاف المد الفا شي في فرنسا، ولهذا السبب لم يتم الربط بين فرنسا و الفاشية. مع أنها البلد الذي شكل طيلة الخمسين سنة السابقة ، مهد ما أصبح يعرف بهذا الإسم، فقد عرفت:
—> و لادةاللاسامية الحديثة من قضية درايفوس في نهاية القرن التاسع عشر و التي طعمتها و سائل إعلام مسعورة بعداوتها لليهود في في بداية القرن العشرين،
—> عداء النظام البرلماني على طريقة جورج صوريل الذي انتقل من من اليسار إلى اليمين وأصبح رائدا للوطنية الاشتراكية،
—> الروح الانتقامية لأنصار الملكية، و المدافعين عن مفهوم الأمة العضوية،
—> البيتانية و تأليه فكرة منقذ الأمة.
عرفت خصوصا و تحديدا،القومية المتعصبةالتي طورتها منظمة العمل الفرنسي لشارل موراس و التي تعتبر إحدى المصادر و المؤثرات الرئيسية في القومية البورتغالية بز عامة سلزار.
كل هذا ولد و ظل في حالة جنينية في فرنسا.

الفراغ الإديولوجي

وإذا انتقلنا للقرن التالي ، نلاحظ منذ 2001 و بحزن ،أن الأحزاب التقليدية للجمهورية الخامسة والمنبثقة من نفس الطيف السياسي، تهيئ الطريق للجبهة الوطنية.حصل ذلك لما انقسم اليسار في الاستحقاقات الرئاسية لسنة 2002 و أوصل جون ماري لوبن للدورة الثانية، ولما تبنى ساركوزي كل الطروحات الأساسية لليمين المتطرف.
يخيم حاليا فراغ ايديولوجي يسمى”الهولندية ” (نسبة إلى فرانسوا هولند)على كل من فرنسا، الديموقراطية و أوربا.
النتيجية هو ما أسفرت عنه الدورة الأولى من الانتخابات البلدية(23) مارس.فقد سيطر اليمين المتطرف على مدينة في الشمال و قد كانت معقلا للشيوعية و اللاشتراكية. و في افنيون و فريجوس تصدر قائمة اللوائح المِؤهلة للدورة الثانية.
و تقدم في مارسليا على اليسار و ينازع البلدية لليمين.
أكيد أن المسألة تتعلق بدورة أولى،سيعود الفرنسيون للصناديق و ستتغير القصة شيئا ما. ولكن ما فائدة ذلك، فالتوجه واضح.
حاليا ،أصبحت مارين لوبين بنت والدها حاضرة جدا في وسائل الإعلام الفرنسية، أفكارها مقبولة وشبه محترمة و الدليل على ذلك، أن ربع أو ثلث الفرنسيين يتقاسمها.
غادر التصويت الشعبي اليسار لصالح الجبهة الو طنية، و تتعايش واقعيا ثلاثة أقطاب سياسية: اليسار /اليمين و الجبهة الوطنية.و بدأنا نعتقد أ حدود هذا المسار هي قصر الإليزي. وقد ينهي هذا الجمهورية الخامسة و معها فكر ة أوربا ما بعد الحرب .
لا تشكل فرنسا حالة معزولة، فقد وصل أصحاب هذه الأفكار إلى السلطة في النمسا وليتوانيا و يؤيدون الحكومات في كل من هولندا و السويد.
و في ايطاليا، فإن اللاسياسية التي يمارسها بيب غريلو تلاقي إقبالا متناميا في كل استطلاعات الرأي.
و سواء اعترف هؤلاء بفاشيتهم أم لا، فكلهم يمارس النفاق وليس لهم ولاء للديموقراطية، و لا يعنيهم هذا النظام إلا بقدر ما يخول لهم الو صول للسلطة.
واليوم، فإ ن الديموقراطية المنعدمة الأفكار تسخرلهم الطريق. و لا مستقبل لديموقراطية لا تِؤ من بمستقبلها .

Rui Tavares
في لو كوريي أنترنسينال
Público نشر المقال في:
24 مارس .2014

أكدت الدورة الثانية توقعات الدورة الأولى. فقد الحزب الاشتراكي و اليسار مدنا “رموزا” و بارزة:دانكيرك، تولوز،ليموج و كامبير.
انتقل إلى اليمين أكثر من 100 مدينة يسارية. فاز ت الجبهة الوطنية ببيزيي،فريجوس و هينان بومون و فازت بالدائرة السابعة في مرسيليا. و يتوقع بعض المحللين السياسيين تسونامي يميني متطرف في الانتخابات الأوربية.

عن الكاتب

عدد المقالات : 1687

اكتب تعليق

الصعود لأعلى