رضوى عاشور. كاتبة مصرية من مقالها لكل غرناطته
قرأت لأجل القراءة وليس الكتابة، كنت أبحث عن شيء لا أعرف بالتحديد ماهيته. كأني راغبة في الفهم، أو كأنني أتشاغل عن همي بحكاية هم قديم يجاوب ما في القلب وإن خفف عنه بإلهائه قليلا عن ذلك الذي ما عاد يطيقه. قرأت كتبا في التاريخ فإذا بمساحات غائبة مغلقة تنفتح أمامي من حياة الموريسكيين: عرب مهزومون صاروا أقلية عرقية وثقافية بعد أن دُفع بهم إلى قاع السلم الاقتصادي والاجتماعي فعاشوا مغتربين في أرضهم يواجهون زمانهم برفع السلاح حينا وبالتقّية حينا ، بالغضب حينا وبالمروغة والممالأة حينا. كان أجدادهم قد استبقوا النهاية فأعلنوها نقشاً على الجدران : “لا غالب إلا الله” ولكنهم، رغم ذلك، ظلوا يغالبون زمانهم، ولكن الزمان غلب بلا رحمة ولا رجعة. وكلما قرأت أكثر تشكلت أمام عيني ملامح تاريخ مقموع ومهمش ، مُسْقط في الغالب الأعم من الكتابات العربية، لماذا؟ تساءلت ومازلت، ففي الفترة تاريخ مواز، في عناصره من أسئلة الحاضر أكثر من سؤال: سؤال الانكسارات والنهايات، وسؤال الهوية والعلاقة بالآخر، سؤال التهميش وقمع الحريات والحق في الاختلاف