المرحلة السابعة:1920-1940
ترجمة بوطاهر لطيفة
لاجئون،عمال و مناضلون
شهدت فترة ما بين الحربين العالميتين هيكلة شبكات الهجرة الوافدة من كل أنحاء العالم العربي والشرقي التي
حولت فرنسا إلى بلد غربي متميز بعدد المهاجرين ذوي الأصول والانتماءات الاجتماعيةالمتنوعة و المختلفة .
إلى جانب الهجرة العمالية المغاربية بالأساس،كانت هناك هجرات “بورجوازية”و أخرى شملت لاجئين سياسيين من لبنان، العراق و تركيا ،أتووا للدراسة أو الشغل وساهموا في إغناء الحياة الفنية والرياضية لفرنسا.
استقبل البلد أيضا لاجئين أرمنيين هاربين من الإبادةالجماعية.
عرفت العشرينيات وا لثلاثينيات خطابات و أفعالا محملة بكره شديد للأجانب أذكتهاالأزمة الاقتصادية التي أملت قانون 1932 الذي قيد الهجرة، وكذلك تسييسا لجزء من الهجرة العربية الشرقية و خصوصا المغاربية منها.
لم تمنع الخطابات الرسمية المرافقة لتشييد مسجد باريس في سنة 1926 ميلاد أسطورة المهاجر غير المرغوب فيه، المقاوم المناهض للاستعمار ،المتعصب و المسترشد الأعمى بالإسلام وموسكو كما تدل على ذلك انتفاضة عبد الكريم الخطابي بالريف وانتفاضة سوريا في 1924-1926.
تعرض الأرمن لمعاملة سيئة حيث زج بحوالي 5000 منهم في ملاجئء جنوب فرنسا( سان جيروم،سان لو…..) في ظروف معيشية سيئة جدا.
دخل المغاربيون المعترك السياسي عبر اليسار والحزب الشيوعي و كذلك الأحزاب الوطنية-نجم شمال افريقيا –
عززوه و ضاعفوه بنشا ط نقابي قوي.
شكلت المدن الكبرى، المراكز الأساسية للحياة الثقافية لهؤلاء المهاجرين، تقاطعت طرق الفنانين و الكتاب العرب
الشرقيين مع الحركات الطليعية ،ولمعت أسماء العديد منهم كالرسامين: يحي تركي من تونس ، ميلود بوركيش من الجزائر،جورج حنا الصباغ من مصر وقدم بعضهم الآخر كديدوش صياح و عيسى الجرموني عروضا غنائية على خشبات مسارح يرتادوها الكثير من الباريسين: طم طام1 قرب ساحة سان ميشيل، القصبة في سان أندري لزار2
أو الجزائر في زنقة لا هشت3.
1 tam-tam : : Place Saint Michel
-2-la casbah :Rue saint André des Arts
3-Eljazair : Rue de la Huchette