المرحلة الثانية
1540-1800: مرحلة اللقاء مع الآخر
ترجمة بوطاهر لطيفة
شكل نداء الفرنسيين لخير الدين بربروس-والي الجزائر و القائد العام للإسطول العثماني-للإقامة في فرنسا و محاربة العدو المشترك – الحدث الأكثر رمزية في تاريخ التحالف الفرنسي-العثماني المعقود عام 1536م.
كان على مملكة فرنسوا الأول استضافة ثلاثين ألف محارب مسلم الذين وصلوا ميناء مدينة طولون في شتاء سنة 1543م وسط دهشة السكان المحليين.
كتب حينها أحد المراقبين”إذا أردت أن تتصورطولون فعليك أن تتخيل نفسك في القسطنطينية”.
ورغم أن عد د العرب الشرقيين لم يتجاوز بعض اللآلاف في القرن السادس العاشر، فإن الاتصالات قد ظلت منتظمة في المجالات التجارية،الديبلوماسية أو العلمية، وظل التركي مع هذا، يمثل العدو الرئيسي الأول كما تشهد على ذلك الحملة التي قادها البابا بيوس الخامس على رأس القوات البحرية الأوربية ،مجتمعة في” عصبة مقدسة ” قادت وانتصرت في معركة ليبانت في 1571م.
كانت “القرصنة العربية” في أوج الاتساع، وكان السباق إلى الأسر هو القاعدة و عدد المسلمين المحكومين بالأشغال الشاقة كبيرا في الموانئ الفرنسية.
وبعد المذبحة التي تعرض لها بحارة من طرف قراصنة عرب ، تعرض “الأتراك” لعنف لامثيل له و قد خلف ضحايا كثيرة.
لم يمنع هذا العنف السائد في البحر الأبيض المتوسط نمو العلاقات التجارية الديبلوماسية والعلمية المنتظمة، بل على العكس من ذلك، تطورت المعرفة العلمية با لشرق المسيحي، المسلم، العربي، الإغريقي أو التركي في القرنين السادس عشر و السابع عشر.
وفي بداية القرن الثامن عشر ، عرفت ترجمة ألف ليلة وليلة لأنطوان جالون سنة 1704 نجاحا كبيرا و سوقت صورة شرق مدهش،رومانسي و شهواني ذي تأثير جوهري في الأدب الغربي.
استطاعت البعثات الديبلوماسية المتعددة كبعثة سليمان آغا سنة 1669و بعثة محمد رضا بيغ 1715 التي أوحت “بالرسائل الفارسية”لمونتسسكيو، أن تترك طابعا على ها ته السنوات.وكان للإقامة الباريسة لمحمد أفندي باا سم السلطن العثماني أحمد الثا لث تأثيرا كبيرا على الرأي العام و المدونين.
أقبلت الصالونات المجتمعية الباريسية على كل ما هو تركي،وعرف استهلاك المواد الشرقية كالقهوة و التوابل رواجا كبيرا.
أثار الغنى الشرقي الشهية والمخيلة فقاد إلى “الحملة على مصرعا م1798م .
كانت الحملة أول خطوة للدخول الاستعماري المعاصر في المجال الجغرافي العربي الشرقي.محليا ،استعان الجيش الفرنسي بجنود اضافيين مصريين، لبنانيين،اغريقيين ،سوريين مسلمين أ و مسيحيين نعتهم بالشرقيين وخطاًبالمماليك.
بدأ بذلك تدشين تاريخ عسكري مشترك.