انت هنا : الرئيسية » السياسة » سورية ..والضربة الانتقائية المحدودة إإإإ؟

سورية ..والضربة الانتقائية المحدودة إإإإ؟

إعداد بوطاهر لطيفة

latefa

بدأ العد التنازلي للحرب على سورية و الضربة آتية لا محالة بمباركة جامعة عربية ذات السوابق في الموضوع وإن كانت دون ا لحليف البريطاني التقليدي.

لن تكون حربا طويلة الأمد تورط في عمل عسكري  يستحيل استشراف تداعياته. إنها ضربة جوية  انتقائية وتوبيخية للنظام السوري بعد استعماله للسلاح الكيماوي لضرب أبناء شعبه في الغوطة.لا مجال للتشكي لأن”التقييم يثبت بقدر عال من الثقة”استخدامها.

فهذه الحرب تفرضها إذن مبادئ القيم الإنسانية والحضارية وتستندإلى حق التدخل وواجب الحماية لمنع إبادة السوريين بعدما “أظهر مجلس الأمن  عجزا عن التصرف في مواجهة خرق واضح للأعراف الدولية”.

تجاوز النظام السوري الخط الأحمر معلنا تحديه للمصداقية الأمريكية؛ فوجب الرد إذن ب”إجراء محدود وليس حربا مفتوحة”.

تلك مبررات الحرب القادمة على سورية . سؤال و تساؤل:

 

متى يحين وقت تكف فيه أمريكا وحلفاؤها عن الا ستخفاف بعقولنا وذكاء ولوالأقلية منا؟

أكثرنا بلاغة يتلعثم في التعبير عن حزننا العميق عما حدث في الغوطة و ما حدث قبلها وما سيحدث بعدها؛ ولكن العارفين منا يعلمون أن كل التدخلات و الحروب الغربية في هذه المنطقة يمليها منطق الدفاع عن مصالحها الجيوستراتيجة ؛ و للذين يجهلون هذه الخلفية مثل في  أفغانستان’ الصومال’ العراق و ليبيا.

ترى أمريكا – وهذا أفصح- أن هذه الأسلحة تشكل خطرا على أمن الحليفين: إسرائيل و الأردن بل  وأمنها القومي إذا سقطت في أيدي الجماعات الإرهابية.

يعلم الجميع أن هذه الجماعات قد وجدت في أرض سورية مجالا للممارسة السياسية و العسكرية و أصبحت ثشكل مضاعفا في كل المعادلات الإقليمية ؛ فلما تتعجل أمريكا الضربة قبل التحقيق العميق لتحديد المسؤول عن استعما ل السلاح الكيماوي لقتل السوريين؟

مأساة الغوطة ذريعة لتدخل اكتمل نصابه إقليميا:

انتصار الأسد في القصير وانعكاساته السياسة قبل مؤتمر جنيف الثانيِ

انقلاب عسكري  أغرق مصر في صراعات دامية داخلية ناء بها عن  المجريات الإقليمية و أدخل إسرائيل في اللعبة السياسية القومية؛

قيادة جديدة في ايران تسعى جاهدة لنهج سياسة مخالفة  لتلك التي   قادها أحمد انجاد للحفاظ على برنامجها النووي  والحصول على قنبلتها؛ وهذا ما يقض مضجع إسرائيل؛

إرادة خليجية بزعامة العربية السعودية في إضعاف بل الكسر النهائي للحلف:ايران’العراق’ حزب الله و سورية

توريط الحليف  حزب الله و جره إلى حرب مع إسرائيل تسعى الأخيرة إلى توريطه فيها بهدف إقصائه السياسي لبنانيا  ونزع سلاحه.

فلا يمكن و الحالة هاته  أن تتدخل أمريكا اوباما  الذي تبنى شعار”إعادة الجيوش إلى الديار” في سورية دون تحديد أهداف استراتيجة واضخة. وهجومها غير الشامل سيشمل كل الوحدات التي تتهمها  بالمشاركة في الهجوم الكميائي’كل المنشآت العسكرية و الذخائر؛ لا ندري كيف يمكنها أن تستثني ما تبقى من البنيات التحتية و المرافق الحيوية.

فما الفائدة من التدخل إن لم يستهدف قلب موازين القوى لصالح أمريكا و حلفائها عبر إفشال كل الخطط الحربية لنظام  الأسد و مناصريه.

و مالفائدة إن لم يرغم النظام السوري على قبول الحلول السياسية المرضية للأطراف الإقليمية و الدولية المتنازعة على أرضه؟

إننا بصدد تكرار سينايو العراق ولن يمنعه الفيتو الروسي-الصيني؛ ولن “تحارب روسيا أحدا من أجل أحد” حسب تعبير وزير خارجيتها.لكن لا نتصور انسحاب دولة استثمرت جهودا جبارة على المستوى السياسي, الديبلوماسي دون شروط . قيل إنها رفضت كل عروض الأمير بند بن سلطان و قد كانت في غاية الإغراء؛فهل ترفض  عروضا أمريكية تؤمن مصالحها الجيوستراتيجية؟

ستدخل هذه الحرب كل المنطقة في سيناريوهات متوقعة وأخرى مجهولة. سيعاكس المجهول كل الترتيبات المجهزة هنا و هناك.ما نخشاه هو ما تموله الأنظمة الخليجية بسخاء:حربا مفتوحة بين ا لشيعة والسنة وكل التيارات المنبثقة منهما.

نار ستلتهم من أشعلها؛ وا للذين  يريدون دويلات إثنية و دينية نقول :إن استطعتم تدجين دول وأنظمة لا شعبية’ سيأتي وقت لن تستطيعوا فيه السيطرة على ما اشتغلتم على إنتاجه من طوائف ومجموعات متناحرة.

 

 

إعداد بوطاهر لطيفة
<p align=”right”><a href=”http://www.assawtalakhar.com/wp-content/uploads/2013/07/latefa.jpg”><img class=”alignnone size-full wp-image-942″ alt=”latefa” src=”http://www.assawtalakhar.com/wp-content/uploads/2013/07/latefa.jpg” width=”147″ height=”205″ /></a></p>

عن الكاتب

عدد المقالات : 1687

تعليقات (1)

اكتب تعليق

الصعود لأعلى