حواء هي حواء..
حواء هي حواء..
دليلة حياوي
لطالما تندّرتُ بنسيم الأقدار الذي اقتلعني من مدينة سبعة رجال وقذف بي إلى مدينة سبعة ملوك وسبعة جبال – تلال فقط إن شئتم التدقيق!- .. غافلة كون روما مدينة أكثر من سبعة أولياء وأكثر من سبع “وليّات” أيضا.. فعدا وليّها الأكبر “سان بييترو” حامل المسيحية إلى أوروبا.. وزميليْ دربه مولاي “باولو” وسيدي “فيليبو نيري”.. هناك شهيد الحب مولاي “فالنتينو”.. ثم “سان دجوفاني ديدِيّو”.. وسيدي “دجوفاني إنْلاتيرانو”.. والشيخان “سيلفسترو” و”لورنسو”.. والولي “كاميلّو” و”أندريا”.. و”أوجّينيو”.. و”أوستاكيو”.. ولأننا في مارس سأكتفي بما ذكرت من الرجال كي أشرع في ذكر أوائل “الوليّات” شهيدات المسيحية بالمدينة كـ”سانتا براسّيدي”.. “لالّة بريشيلاّ”.. “مولاتي تشيشيليا”.. “قسطنطينة”.. “أنييزي”.. “سابينا”.. و”أغاتا”.. ورغم كون “كلّ قدم بصالِحٍ في المدينة” على رأي مراكشيي زمان كما ترون!.. فقد هاتفتني صديقة مغتربة.. لم تهاجر من جنوب الكرة الأرضية إلى شمالها.. لكن من شمال الكرة إياها إلى جنوبها.. أي أنها من أوروبيي بلدان الضباب الذين يحيلون إيطاليا وإسبانيا واليونان إلى الشق الجنوبي المتخلّف.. لذلك لم أتجرّأ يوما في سؤالها عن تعريف الجهة التي ينتمي إليها أهالي “الطوغو والبنغلاديش”.. كيلا أجد عينيّ المغربيتين تتلألآن بـ”أسفل مطمورة الجغرافيا”.. ما علينا!.. المهم أن المتصلة أسهبت في تمجيد الوفاء والتآزر بين المغتربات.. سائلة بالمباشر مرافقتها إلى قمة جبل يطلّ سفحه على بحرٍ بأطراف “نابولي”.. لزيارة “سانتا” لا أدري!.. ومساعدتها في حمل شموع أطول منّا نحن الاثنتين سيراً على الأقدام.. للتّبرُّك بقدّيسة المستحيل في عرف عُزّاب المنطقةـ، تماما مثل طائر الجبال مولاي إبراهيم في موروثنا الشعبي المغربي.. لأنها لم تسمع كلمة “أُحِبُّكِ” من شفتيْ رجل منذ القرن الماضي.. أي بوفاة أبيها سنة 1999.. مما يفيد بأن حياتها لم تشهد ضمّا يُذكر منذ 14 سنة.. باستثناء ضمّ الاتحاد الأوروبي لبلدها.. وحركة الرفع المتعارف عليها بالضمّة في النحو العربي الذي أجادت دون غيره في فصول اللغات الحية والميتة.. وأغنية كاظم الساهر “ضمني على صدرك” التي اتخذتها جرسا للباب ورنّة للمنبّه ولكل خدمات الهاتف الثابت والمحمول من رسائل الـ SMS والـMMS والمكالمات والبريد الإلكتروني.. وقريبا زمّارة للسيارة..
ولمّا علّقتُ على طلبها اتقاءً لمشاق الرحلة بقولي: “ما لم يتحقق في دهر قد يتحقق في ربع ساعة.. والعبرة بسندريلاّ..” صرختْ لدرجة أن الهاتف أفلت من يدي: “ربع ساعتك بعد 14 سنة صار 1716960 أرباع الساعة.. دون احتساب فرق السنوات الكبيسة.. ولستُ سندريلاّ لأن مقاس قدمي 40.. ولن أغدو زوجة أبيها.. لأن الرجال المتزوجين لا يترملّون بفضل تقدم الطبّ.. ولا يطلّقون بسبب القوانين الثائرة حينا والجائرة أخرى.. والعزاب اصطفّوا بمسرح حقوق الإنسان كمتفرجين.. أو عازفين لسمفونية حقوق المثليين في تقرير المصير..”
بلعتُ ريقي بصعوبة قبل محاولتي إيقاظ جيناتها الروحية متطوعة بمدّها بأدعية أنبياء عليهم السلام ورد ذكرهم في قرآني وإنجيلها فالله واحد أحد!.. لتصرخ من جديد والحمد لله أن صرختها تلك دوّت في أذني وليس في وجهي: “انسي الأمر إذا كنت تقصدين النبي جوناس\يونس الذي لَفَظَهَ حوت العنبر في شاطئ “ماسّة” بمحيطكم الأطلسي حسب تفسيرات بعض فقهائكم.. فلن أبحث عن زوج بمغربكم.. لأنه لو كان به ما يكفي من “الرجال” حقّا لما بلغ تعداد عازباتكم 7 ملايين امرأة.. وبالتالي جنحن للزواج رسميا أو إسلاميا من أجانب فقراء.. ولا تنكري غلظتك معنا وأنت تُدارين دمعك بالنظارة السوداء.. ردّاً على تعليقاتنا بشأن فيديو بـ”هسبريس” عن مغربيات متعلمات وذوات مرجعية لغوية هامة تزوجن بأتراكٍ قرويين مُعدّدين رغم قوانين “أتاتورك” العلمانية المجرّمة لتعدّد الزوجات.. وطبعا ليس حبّا فيهم لأنهم بشعون.. ولا طمعا في ثرواتهم لأنهم معوزون.. لكن لتأسيس أسرة والظَّفَر فقط بلقب زوجة وأمّ.. أما إذا كنت تقصدين النبي دْجوزيبّي\يوسف.. فسنوات فرعونه “تحتمس” العجاف الـ7 لم تزد أيامها على 2555 وفي حالتي تضاعفت لتصبح 5110.. ولن أنتظر أكثر حتى تستقر أوضاع مصر!.. ستحملين معي الشموع إلى “نابولي”؟ أم لا؟
خلاصة القول.. فليحقق الله أماني حواء قدمتْ من بلاد الضباب أو بلدة القباب!.. لبستْ “الشّورت” أو الجلباب!..