انت هنا : الرئيسية » الواجهة » الخنساء

الخنساء

هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن رشيد السلمية الملقبة بالخنساء ، ولقبت بهذا اللقب نظرا لقصر أنفها وارتفاع أرنبته، والذي يشبه أنف الظبية.
ولدت الخنساء عام 575 ميلادية، بجزيرة العرب، في قبيلة مضر.
نشأت وترعرعت في بيت عز وبدخ، وكان لنشأتها هذه الأثر الجلي والواضح في تكوين شخصيتها ومكانتها وحرية رأيها، فبالإضافة لكونها ذات حسب ونسب وجاه، كانت الخنساء ذات جمال وبهاء
طغى على قصائدها الحزن والأسى، ومعظمها امتاز بذرف الدموع، والبكاء والنحيب، في أسلوب رثائي استحوذ على معظم قصائدها القصيرة المفعمة بالأحاسيس اليائسة على خسارة الحياة التي يستحيل ردها.

 ولقد تفجرت شاعريتها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية، فخصصت لهما قصائد رثائية لا مثيل لها، ويشهد معظم العلماء أنه لم تكن امرأة  قبلها ولا بعدها أشعر منها، ولقد أشار بشار بن برد إلى ذلك قائلا: “أنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك؟، فقال: تلك التي غلبت الرجال”. وسئل جرير عن أشعر الناس فأجاب: أنا، لولا الخنساء، قيل: فيم فضل شعرها عنك؟ قال: بقولها:

إن الزمان وما يفنى له عجب
أبقى لنا ذنبا واستؤصل الرأس

فالخنساء من أعظم شعراء الرثاء، ومما جادت به قريحتها قولها في أخيها صخر:

يذكرني طلوع الشمس صَخرا
وأذكره لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي

حقيقة لقد فاقت الخنساء ببلاغتها وحسن منطقها وبيانها معظم الشعراء،  وأستشهد وأنقل ما جاء في موقعIslam Story ما يلي:

“يروى أنه في يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: إن صَخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسمى وأفخر؟ فأجابتهم بأن صخر الشتاء، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجور الكبد، وأما معاوية فسقام الجسد”
هذه أسمى وأعلى مراتب الأخوة والوفاء وصدق الأحاسيس الجياشة النابعة من صميم الأعماق، وهذا ما أصبحنا نفتقده الآن.

تعتبر الخنساء مِن ببن الشعراء المخضرمين، لكونها عاشت في العصرين الجاهلي و الإسلامي، فقد أسلمت بعد ظهور الإسلام، وحسن إسلامها. وكان اعتناقها للإسلام تحديدا في السنة الثامنة للهجرة مع قبيلتها بني سليم، وقد ناهز عمرها الخمسين عاما تقريبا،
ولما أسلمت مع قبيلتها ذهبت إلى المدينة المنورة والتقت بالرسول صلى الله عليه وسلم فأعجب بأشعارها، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لها: “هيه ياخناس”.ولقد وصفها التاريخ الإسلامي بالشاعرة التي بكت حتى مسح دموعها الإسلام. فكانت مثالا للمرأة المسلمة التي يحتذى بها؛ في الجهاد و التضحية والفداء، حيث استشهد أبناؤها الأربعة في معركة القادسية، ولما وصلها الخبر قالت: “الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وإني أسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته.”
وهكذا تركت لنا رصيدا شعريا منقطع النظير.
توفيت الخنساء عن عمر يناهز واحد وسبعين عاما، وذلك في السنة الرابعة والعشرين للهجرة في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.                                    

عن الكاتب

عدد المقالات : 1687

اكتب تعليق

الصعود لأعلى