انت هنا : الرئيسية»الواجهة»نوال شريف: المرأة المغربية بدأت تتحرر من أقوال الشيوخ المقدسة وتلك التراهات
نوال شريف: المرأة المغربية بدأت تتحرر من أقوال الشيوخ المقدسة وتلك التراهات
الكاتب: adminكتب في: سبتمبر 21, 2018فى: الواجهة|تعليقات : 0
حاورها من باريس ـ حميد عقبي:
رأي اليوم
صاحبة ﺩﻳﻮﺍن”ﺳﻴﺌﺔ ٱﻧﺎ” توصف بالمتردة وتثيرالجدل بقصائدها ذات البوح الروحاني الذي ينساب في سلاسة لكن له تأثير الصدمة، نوال شريف تبحث عن بصمتها كشاعرة تحاول تجاوز الجغرافيا المغربية وترى أن التخلص من الخوف طوق نجاة لأي تجربة شعرية، بعيداً عن النسخ والتقليد والقص واللصق يكون البحث الحقيقي عن الذات لتتحول التجربة لمغامرة وربما صدام مع القبح في عالم متغير ووضع ثقافي عربي متأزم يتقهقر إلى الوراء بينما أمم الأرض كافة تدعم وتشجع مبدعيها وتقدم ثقافاتها بصبغة إنسانية لا يحدها الدين ورجاله.
مع الشابة المغربية نوال شريف صاحبة ﺩﻳﻮﺍن”ﺳﻴﺌﺔ ٱﻧﺎ” وذات المواهب المتعددة كان لنا هذا اللقاء الشيق.
ـ فعلا للرواية حصة الأسد بالمقارنة مع باقي الأجناس الأدبية ، ودائما السؤال الذي أطرحه ما الذي يوجد في الرواية ولا يوجد في الشعر ؟
رغم ذلك أرى أن المشهد الشعري المغربي يعرف تطورا تدريجيا وهناك شعراء مغاربة يكتبون شعرا كونيا ومترجمون مغاربة، يترجمون الشعر ترجمات تقفز عن العبارة المتداولة “الترجمة الشعرية تخون القصيدة الأصلية”.
كل ما يمكن أن أقول أن المشهد الشعري لايمكن للرواية حجبه مادامت هناك أفكار تصلح لأن تكون رواية وأخرى مكانها الشعر والإيقاع.
صحيح كثيرا ما اسمع هذا اللقب، أولا كوني شابة هذه العبارة تجعلني اقول دائما انه يجب أن اتخلص من خوفي وأنا أخوض غمار الأدب، لازال هناك زمن أمامي لأجد ـ بصمتي الخاصةـ رسالتي وفلسفتي المتفردة والمنفردة، بالنسبة للقلب المتمردة فجاء من رؤيتي للفن بتعدده واختلافه فالفن بالنسبة لي فعل تمردي. وفلسفتي ترتكز على مفاهيم عديدة أساسها الزمن، وهذا المفهوم هو منبع باقي المفاهيم والتي يترأسها القلق الوجودي…
*ﺣﺪﺛﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺩﻳﻮﺍﻧﻚ “ﺳﻴﺌﺔ ٱﻧﺎ” ؟
ماذا عساي أقول لك! قبل الشعر لدي محاولات روائية، لكن لا أملك الجرأة الكاملة لأن أضعها على مائدة القراء بعد، تجربة سيئة انا هذا الديوان يضم قصائدي التي كتبتها ابتداء من السنة الأولى ثانوي إلى حدود السنة الأولى بالكلية، بعد هذه المرحلة بالضبط تجربتي توسعت نوعا ما ونضجت وقالب الكتابة بدأ يتشكل على ما اتوقع ، لهذا كان لابد لي من أن أخرج هذه الكتابات الأولية والتي تحمل روحي الأولى اليد الأولى التي لمست ماء الشعر ، الآن انا بحاجة لأن المس نار الشعر .
لايمكن أن يكون العالم كله رديء؛ يكفي أن نجد قارئا حقيقيا واحدا، ما دام الفرد قيمة بشرية ثمينة فلابد أن نكتب له بصدق، لكن بعيدا عن الرداءة وهذه المفاهيم اقول انه لاينقصنا قارىء مغربي وإنما ينقصنا الفيلسوف والصوفي والمتأمل، القراءة دون القدرة على إنجاب فلسفة ورؤيا هي قراءة عقيمة وسالبة.
ﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍء ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺑﻬﻢ ﻧﻮﺍﻝ؟
سؤالك هذا عسير عن الإجابة. هم شعراء بدء عشقي لكتاباتهم من خلال قراءة الترجمات ولأنتقل بعد ذلك لقراءة قصائدهم باللغة الأصلية، يصعب أن أقول إني تأثرت بهم لكن سأقول الشعراء الذين وجدت في قصائدهم بعضا من روحي : شاعر مغربي فرنسي يكتب لنفسه فقط ليس لديه أي عمل أدبي؛ لكن لطالما الهمتني اشعاره “محمد مجاهد”.
يكمن في قدرته على أن يبقى فنا سواء اجتمع أو افترق، للأسف الشديد ليس هناك عمل منسجم بين الفنون المختلفة، لهذا نجد ضعفا في مجال السينما مثلا، الشاعر لا يلتقي بالروائي والرسام لا يلتقي بالموسيقى وبالمسرحي وهكذا… هي حالة عدم ثقة وكذلك منافسة مجانية دون وعي كامل.
لا تسألني انت كفتاة هل تشعرين بالخوف ؟ بل قل لي أنت كفرد من هذا المجتمع هل تشعربالخوف ؟ سأرد عليك قائلة ، نحن جميعا نشعر بالخوف ، لأن العالم بأسره صار مخيفا ، ليس التحرش حكرا على النساء وإنما الرجال أيضا يعانون منه ويعانون من اعتداأت شبه يومية ، الحل ؟ الحل الذي نشتغل عليه كفئة تنتمي لخانة الفن والثقافة هو السعي لإعادة بناء مفاهيم الجمال السعي لغرس الحس الجمالي في الأرواح والعقول .
الكتابات التي ترتكز على التجنيس لا اعتبرها كتابات تنتمي للأدب ، ليس هناك أدب ذكوري وأدب نسائي ، بل هناك أدب أما محلي أو عالمي . الهموم والقضايا التي توضع في هذه الخانة النسوية أرى أنها غير مقنعة في وقتنا الراهن لأن قضايا المرأة صارت نفسها قضايا الرجل ، ماعدا مسألة المساواة في الإرث.
ـ لا لا أنا لا اتفق مع هذه الحكايات التي أكل عليها الدهر وشرب ،المرأة المغربية الان بدأت تتحرر من بقايا الروتانيات و أقوال الشيوخ المقدسة وتلك التراهات وهذا التحرر هو يحدث بالتدريج ولو كان بطيئا،
المرأة المغربية حققت إنجازات عظيمة مذ الماضي ولازلت تحقق ولازالت ستحقق.