انت هنا : الرئيسية » الواجهة » صدور كتاب (الخيال العلمي في رواية “الإسكندرية 2050) في شيكاغو للدكتورة ماجدة صلاح

صدور كتاب (الخيال العلمي في رواية “الإسكندرية 2050) في شيكاغو للدكتورة ماجدة صلاح

رأي اليوم

صدر اليوم للدكتورة ماجدة صلاح -المقيمة في شيكاغو- كتاب يضم دراسات نقدية لعدد من النقاد العرب بعنوان(الخيال العلمي في رواية “الإسكندرية 2050 “) لمؤلفها صبحي فحماوي. وضم الكتاب الذي صدر عن  دار جليس الزمان– عمان- دراسات نقدية كتبها كل من الأساتذة النقاد؛ أ.د. عبد الرحيم مراشدة، د.ماهر البطوطي- نيويورك-، د. عبدالجبار العلمي-المغرب، أ.د. محمد صالح الشنطي، صبحي فحماوي،  شوقي بدر-إسكندرية، أ. د. محمد القضاة، كمال عبد الرحمن-العراق-، احمد فضل شبلول- اسكندرية ، د. علي المومني، محمد عطية -اسكندرية-.

وكتبت د. ماجدة صلاح في مقدمتها أن رواية “الإسكندرية 2050” لصبحي فحماوي حظيت باهتمام عدد كبير من النقّاد، فجاءت تلك القراءات متنوّعة، مما أعطى للرواية دلالات جديدة مع كل قراءة . وهي رواية اجتماعيّة، تاريخيّة، سياسيّة، علميّة، عجائبيّة، متعددة الجوانب والاتجاهات، إذ تناولت سرديات تتضمن الأوضاع السياسيّة منذ وعد بلفور، إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم 1948، ثم حقبة الستينات والأحداث التي شهدتها المنطقة العربيّة في فترة حكم عبد الناصر، وغيرها من الأحداث التاريخيّة والسياسيّة، كما صوّر الروائي حياة اللاجئ الفلسطيني ومعاناته في سبيل الحصول على لقمة العيش والبحث عن حياة كريمة، وتطور السرد  الروائي ليصور أن هذا اللاجيء الفلسطيني استطاع   في عام 2050 أن يسعف الكرة الأرضية من الدمار البيئي الذي كاد  أن ينهي الحياة فيها، إذ حول الإنسان والحيوان إلى اللون الأخضر، فصار الغزال ينام إلى جوار الأسد، ولم تعد البعوضة تمتص دم الآخرين ذلك لأن جميع  الناس والحيوانات يأكلون من التمثيل الضوئي كالنباتات..فعمّت السعادة  بين الناس الذين تفرغوا للحب بكل أشكاله، وانتعشت النباتات وعاد النقاء للمياه والجو..وسادت السعادة على الأرض كالجنة.

وهذه الخصائص والمميزات جعلت غالبية النقاد يضعون رواية “الإسكندرية 2050” على قمة قائمة روايات الخيال العلمي، إذ ركّز أ.د. عبد الرحيم مراشدة على ما اشتملت عليه الرواية من أمور غرائبية وعجائبية علمية نابعة من خيال الروائي الخصب المبني على أسس علمية في غالبيته. مشيرا إلى قدرة الروائي فحماوي على استثمار واستخدام التكنولوجيا والتطوّر العلمي. وأشاد بقدرته على ربط الخيال بالواقع مما أبقى الرواية في دائرة الواقعية، بفضل المزج بينهما مبتعدا بها عن الأساطير.

وتحت عنوان؛ (“الإسكندرية 2050” رواية الخيال السحري) كتب الناقد المتميز ماهر البطوطى- من  نيويورك: أن الروائي البارز صبحي فحماوي سرد رواية بانورامية ، جمعت أزمانا كثيرة بين دفتيها، وصورت مجموعات متباينة من الشخصيات من جميع الأطياف والجنسيات. وهى أيضا رواية مستقبلية، إذ تصل وقائعها إلى عام 2050، لنجد الإسكندرية وقد أصبحت مركزا عالميا ، تزخر بآخر المخترعات، وتتباهى بمبانيها متعددة الخصائص، ويستخدم سكانها الإنسان الآلي في مختلف نواحي حيواتهم. وتعتمد التركيبة السردية للرواية على المقابلة المستمرة بين واقع مدينة الإسكندرية عام 1966 وما بعدها ، وإسكندرية 2050 ؛ وهى مقابلة مكتوبة على نحو بالغ التشابك والحرفية الفنية،

وعبّر الناقد السكندري أحمد شبلول تحت عنوان (الإسكندرية 2050 رواية خيال علمي مدهشة)، عن قدرة الروائي على تصوير الواقع الإسكندراني بكل تفاصيله، مما جعله يتساءل إن كانت الرواية تحمل بين صفحاتها السيرة الذاتية لكاتبها، كما يرى أن تنبؤ فحماوي سنة 2050 يثير الدهشة ، وذلك ببيع أهم مواقع الإسكندرية لشركات صينية، ومحو أو تغيير الأماكن التراثية المهمة فيها، ومن بينها جامعة الإسكندرية.

وكتب الناقد المغربي د. عبد الجبار العلمي  أن الرواية بينت الواقع الاجتماعي لطبقات المجتمع المصري المتعددة بشيء من التفصيل.. وواقع المرأة في المجتمع الذكوري. والأحداث السياسية كتأميم قناة السويس، والسد العالي، فأعطت القارئ صورة واضحة عن الحياة في إسكندرية الستينيات وإسكندرية 2050 التي تغيّرت بفعل التكنولوجيا والتقدّم العلمي الهائل.

وكتب صبحي فحماوي فوصف في دراسة له، التدهور السريع الذي يشهده كوكبنا الأرض بفعل التلوث البيئي الذي أضرّ بالبيئة والمناخ والحياة عموما، مُطلقا إشارات تحذيرية لما سيؤول إليه حال الأرض ومَن عليها في المستقبل إن استمر الوضع على ما هو عليه ، وأفاض في سرد التقنيات والابتكارات التي كانت فيما مضى ضربا من الخيال فأصبحت واقعا حقيقيا مفروضا. وإن إنتاج إنسان أخضر وحيوان أخضر يجعل من الحياة على هذه الأرض جنة، فالإنسان هو السبب الرئيس في دمار الأرض، حيث الحروب والقتل والتلوث كلها بفعله، وإذا انتزع منه الشر والحقد والكراهية، ضمِن العالم حياة سعيدة مستقرة يعمها الحب والسلام.

وكتب الناقد أ.د. محمد الشنطي أن الزمن الاستشرافي في الرواية أظهر نوعين من التنبؤات ؛ بُنيت على الخيال العلمي بأفكار علمية ومعلومات تقنية، كالإنسان الآلي وطائرات الطاقة الشمسية والهيدروجينية، والمدن الفضائية وغيرها، وتنبؤات غرائبية كتقزيم الأطباء والدخول إلى شرايين المريض لإزالة الانسدادات وغيرها، والعيش تحت الماء دون الحاجة إلى أدوات غطس “…فباستطاعة الإنسان الأخضر لو عُمم وسيطر على الأرض، أن يتوسّع في بناء مدنه داخل البحر، ويعيش هناك متنقلا بين البحر واليابسة…” وكذلك وجود تقنية جديدة تريح المرأة من الحمل والولادة إذ تتحوّل مستشفيات الولادة إلى مختبرات تكاثر وتلقيح بالأنسجة، يقول السارد:” هذا إذا بقيت حتى الآن امرأة عاقلة تحمل في بطنها”

وعن الزمن في الرواية، أشاد الناقد شوقي بدر بقدرة الروائي فحماوي على تجسيد الصور الواقعية والمستقبليّة بمختلف اتجاهاتها باستخدام العلوم الحديثة والتطوّر خاصة في مجال الهندسة الوراثية، وبهذا الخيال العلمي، استطاع الروائي أن يضيف أبعادا جديدة للنص، وابتكاره في شكل جديد لم تألفه الرواية العربية، كما أشار إلى تداخل الأزمنة والأحداث في النص، فهناك الزمن الأخضر، وزمن التكنولوجيا، والجانب المضيء في الزمن المستقبلي الاستشرافي ، والزمن الأصفر المعتم، زمن سيطرة الشركات الصينية على منطقة الشرق الأوسط وتغيير معالمها ومحو تاريخها، وهناك الزمن الأغبر، الزمن الماضي بما فيه من المآسي والفقر والتناقضات.

ويطرح الناقد أ. د. محمد القضاة في دراسته بعنوان( الإسكندرية 2050 نبوءات تسبق الثورة) السؤال الآتي: هل تتنبأ الرواية بالتغيير والثورة، أو بهذه التحوّلات التي تشهدها الأمة خاصة مصر؟ فجاءت دراسته في محاولة للإجابة عن هذا السؤال من خلال قراءته للرواية، واستنطاقها. إذ يرى تحقق نظرة الروائي الاستشرافية في هذا الجانب، مستشهدا بقول الراوي العليم:” إن انهيار عالم عتيق وشيك بالفعل، إن شيئا سيحدث على نطاق واسع، العالم يريد أن يجدد نفسه”

وبيّن الناقد كمال عبد الرحمن من العراق أن غاية الروائي وهدفه من هذه الفنتازيا التحرر من الألم البشري والكوارث وذلك بتغيير عقل الإنسان. وأن الرواية تجنح نحو روايات الخيال العلمي، الذي يُبنى على الخروج عن الواقع، إذ يُؤسس على فرضية علمية محددة، قد تبدو مستبعدة، لكنها قائمة وقابلة للتحقق وممكنة الحدوث في إطار  قوانين الطبيعة .

       وأشار د. علي المومني إلى إنشاء اتحاد الولايات العربية، وتوحيد عملتها، واختفاء مدن وقرى بفعل العوامل الجوية، واختفاء بحيرة مريوط ، وسيطرة الصين وهيمنتها على التكنولوجيا. وأشاد الناقد بقدرة الروائي على استخدام التكنولوجيا في الرواية، إذ استعان بها سرديا في بناء مدينة فاضلة يحلم بها كل إنسان.

وركّز الناقد محمد عطية على الزمن الاستشرافي في الرواية، الذي حطّم الثوابت والأعراف، بالعولمة والتطوّر، الذي اختزل حياة الإنسان عبر آلة الزمن، وأبدى اهتمامه بأسلوب الكاتب في استخدام الزمن كتقنية لرؤية استشرافيّة وتنبؤيّة لما سيؤول إليه حال البشرية عبر التقنيّة العلميّة الحديثة، والتي عن طريقها تمّ سرد الأحداث، ومن خلالها رصد السارد مدى التطوّر العلمي المحتمل الذي يبشّر به ويتطلع إليه. في حين يرمز الإنسان الأخضر إلى السلام والتقدّم العلمي والثورة على كل السلبيات القائمة في عصرنا الحاضر، ويبشّر بإنتاج إنسان جديد منزوع الشر، يحب السلام ويسعى إلى الخير. مع تعلّق السارد في نهاية الرواية بماضيه في فلسطين، وارتباطه به.

عن الكاتب

عدد المقالات : 1612

اكتب تعليق

الصعود لأعلى