“دراسات الشرق الأوسط” يصدر كتاب عن تركيا والعالم بعد محاولة الانقلاب
عمان- رأي اليوم: صدر حديثاً عن مركز “دراسات الشرق الأوسط” في الأردن كتاب “تركيا والعالم بعد 15 تموز/ يوليو 2016″ ضمن سلسلة ندوات رقم (72)، وهو نتاج عدد من الأنشطة والأعمال العلمية التي عقدها المركز خلال النصف الثاني من العام 2016.
يوضح الكتاب بأن تاريخ 15 تموز/ يوليو 2016 بات يمثل حدثاً بارزاً في تاريخ تركيا المعاصرة، وهو تاريخ المحاولة الانقلابية الفاشلة في البلاد التي أدت إلى مقتل العشرات من المواطنين الأتراك وهزّت البلاد. ورغم أن المحاولة تم إفشالها صبيحة اليوم التالي، فإن تداعياتها الداخلية والإقليمية والدولية وانعكاساتها على السياسة الخارجية التركية ما زالت فاعلةً.
وقد شارك في كتابة فصول هذا الكتاب، الذي يقع في (131) صفحة من الحجم المتوسط، عدد من الباحثين والبرلمانيين من الأردن وتركيا من أصحاب الخبرة والاختصاص إلى جانب أعضاء فريق الأزمات العربي-ACT العامل في مركز دراسات الشرق الأوسط.
ويتوزع الكتاب على قسمين رئيسين، ويتناول القسم الأول “دلالات وتداعيات المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز/ يوليو 2016″ في تركيا ويتضمن ستة فصول تسلط الضوء على تلك الدلالات والتداعيات. بينما يتناول القسم الثاني “التحولات في السياسة الخارجية بعد 15 تموز/ يوليو 2016″ وينقسم إلى فصلين يحمل أولهما عنوان: “تحولات السياسة الخارجية التركية وانعكاساتها على أزمة المنطقة”، أما الفصل الثاني فيحمل عنوان: “أزمة السياسة الخارجية التركية وانعكاساتها على العلاقات العربية التركية ودور تركيا الإقليمي”.
ويشير الكتاب إلى أن عملية تطهير الشرطة من عناصر ما يسمى بـ”الكيان الموازي” عام 2012 كانت عاملاً مُهماً جداً في السيطرة على محاولة الانقلاب عام 2016، ولو لم تقم الحكومة بعملية تطهير الشرطة لكان من الصعب السيطرة على الأمور.
وبشأن تداعيات المحاولة الانقلابية على الصعيد الوطني التركي يُشدِّد الكتاب على اهتزاز صورة ومكانة الجيش، وتوسع الفجوة وتراجع الثقة بين المؤسسات الأمنية والعسكرية، وهو ما قد يؤدي إلى توسيع مساحات عمل ونفوذ المؤسسات الأمينة على حساب العسكرية.
وعلى الرغم من ذلك، يخلص الكتاب إلى أن فشل المحاولة الانقلابية يتيح الفرصة للنظام لتقييم ومعالجة الاختلافات الثقافية والعرقية والأيديولوجية المفتوحة في السنوات الأخيرة، والتقارب مع المعارضة وتأجيل الخلافات لمعالجة النتائج السلبية للمحاولة ما يوفر فرصة إعادة بناء الجيش والقضاء بنهج توافقي.
ويختتم الكتاب بعددٍ من التوصيات بخصوص السياسة الخارجية التركية أبرزها، مواصلة تركيا سياسة الانفتاح والمضي في مسار تفكيك الأزمات في علاقاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية، وتوظيف ذلك في الدفع باتجاه استعادة الاستقرار في المنطقة والخروج من حالة الاضطراب والفوضى، والحرص على التوازن في علاقاتها السياسية مع الأطراف الإقليمية والدولية، وعدم السماح بتقدم العلاقات مع طرف على حساب آخر.