المركز القومى للترجمة يصدر الطبعة العربية من “قراءات فى أعمال نوال السعداوى”
القاهرة- رأي اليوم – من أحمد القاعود
صدرت حديثًا عن المركز القومي للترجمة برئاسة الأستاذ الدكتور أنور مغيث ،الطبعة العربية من كتاب (قراءات فى أعمال نوال السعداوي) من تحرير إرنست إيمنيونو و مورين إيك ،ومن ترجمة سها السباعي.
يركز هذا الكتاب علي كتابات نوال السعداوي ، المشهود لها بأنها من أبرز الرائدات النسويات الثائرات في العالم العربي، وتعمل هذه الكتابات علي تشجيع النضال في سبيل حقوق النساء في جميع أنحاء العالم بصورة عامة والعالم العربي بصورة خاصة ويهدف هذا الكتاب الي أن يكون دليلا في أيدي الباحثين المهتمين بالدراسات الأدبية ودراسات المرأة والهوية الجنسية ودورها الاجتماعي . كما أنه يساعد القارئ العادي علي الاحاطة بأعمال نوال السعداوي من أجل فهم أفضل للمحتوي والاسلوب والتقنيات السردية بالإضافة الي رؤية نوال السعداوي للحركة النسوية
تتحدث المترجمة في مقدمة الكتاب ،عن التساؤل الذى من الممكن ان يقفز الى ذهن البعض حول جدوى ترجمته،فالمؤلفة والناشطة النسوية ،مؤلفاتها متاحة ولقاءاتها متعددة،فما الحاجة الى ترجمة هذا الكتاب الى العربية،ولكن تأتى الاجابة هنا الى ان الكتاب يحتوى فصولا نقدية عن عدد من أعمالها ،وهو نقد من متجرد من النظرة المتحاملة أحيانًا والمتحمسة أحيانًا اخرى سواء مع أو ضد أفكارها ،وهكذا يكون التركيز النقدي هنا على فعل الكتابة فحسب ،ومدى خدمة ذلك الفعل للقضايا التي تشغلها ،دون ان ينصب على ماهية تلك القضايا وجدليتها .
وتضيف لأن كل فصلا من فصول الكتاب قد تناول عملا أو اكثر من أعمال نوال السعداوي ،فان الكتاب يزخر بالاقتباسات المتنوعة عن هذه الأعمال .
بحسب المؤلف ،فان نوال السعداوي تستحق اكثر مما نالته من استحسان النقاد واهتمام الباحثين حتى الان، ورغم غزارة انتاجها الذى بلغ أكثر من أربعين كتابًا (في مختلف الانواع الأدبية :الرواية ،الدراما،القصة القصيرة،المذكرات و المقالات ،والذى ترجم كثير منها إلى أكثر من ثلاثين لغة ،فان غالبية العالم العربي لم تتسنى له الفرصة الكافية للاطلاع على كتاباتها.وترجع معظم الأسباب الى طبيعتها ،فالحقيقة انها روح حرة جسورة لا تتراجع ،تستنكر كتاباتها الاستبداد السياسي والفساد الاجتماعي وعدم المساواة بين الجنسين،كما انها ناطقة عالمية جريئة باسم النساء المهمشات ،ولا تبدى أي مساومه على مبادئها وهدفها الوحيد الدائم أن تحصل المرأة في أي مكان وفى كل مكان على حقوقها كاملة باعتبارها انسانا وليست ذيلا تابعا للرجل ،وهذه هي الحرب المقدسة التي تخوضها نوال السعداوي ببسالة منذ أكثر من نصف قرن من اجلل النساء في العالم العربي وخارجه ،وتشكل ثلاث كلمات ذروة فلسفتها “الابداع ،التمرد،النساء” ويؤدى فهم هذه الكلمات الثلاث فى الأدب النسوي دائمًا إلى سوء فهم معنى غاية نوال السعداوي وهدفها باعتبارها كاتبة مهمة.
جدير بالذكر أن نوال السعداوي ،حاصلة على عدد كبير من الجوائز الأدبية الرفيعة وشهادات الدكتوراة الفخرية من جميع انحاء العالم ،فهي الروائية والكاتبة المسرحية و الطبيبة النفسية في نفس الوقت .
محررا الكتاب هم ارنست ايمنيونو ،ناقد أدبى نيجيرى وأستاذ الأدب الإفريقي ،شغل منصب رئيس قسم اللغة الانجليزية والدراسات الادبية ،عميد كلية الآداب ،ونائب رئيس جامعة كالآبار في نيجريا ،ويعمل حاليا استاذا باحثا فى جامعة ميتشجان ،حيث شغل منصب رئيس قسم الدراسات الأفريقية بها ،المحرر الثاني مورين إك ،استاذ اللغة الانجليزية بجامعة سينترال ميتشجان ،كارولينا الجنوبية.
مترجمة الكتاب ،سها السباعي ،مترجمة وكاتبة مصرية،ترجمت عدد كبير من النصوص الادبية الى العربية.