سيدي بويه ماءالعينين: الفيلم “الحساني” بين اللهجة والإنتماء للثقافة العربية؟
سيدي بويه ماءالعينين
للأسف هناك ظلم مسبق لمسمى الثقافة الحسانية في الفيلم السينمائي أو المسلسل أو السيتوكوم الرمضاني ؟؟ أولا على مستوى الاصطلاح لأن الحسانية لهجة وليست إلامكون من مكونات الثقافة العربية عامة والمغربية_الموريتانية خاصة . ثم ثانيا هناك إبتسار لإسم السينما في الخصوصية اللهجاتية لأن السيناريو ثقافة وفن وفلكلور ورواية وقصة وحكاية وسرد . ربما تمتعت بها الحسانية على غرار أخواتها المختلفة الأمازيغية والدارجة والموريسكية و الكناوية والريفية والشرقية و ولهجات لا نعلمها وأهلها نصادفهم بين ظهراني المغرب الكبير والعربي وداخل البلاد . وأخيرا ملاحظة بخصوص من يدعي الفيلم الحساني أو الصحراوي ،هذه التسمية سياسية ومحض أيديولوجيا ، فمن نقصد هل اللهجة أم متكلمها أم الرقعة الجغرافية التي عليها ،ولا أظن أن اللغة او اللهجة محدودة ؟
ربما المحاولات التي تمسكت بها إذاعة العيون منذ نشأتها ليس لنشر هذه اللهجة بل لإعلان أنها منطوق معيشي يفكر به مجموعة على أرض جافة مليئة بشجر الطلح والعلك ،و وديان جافة و جمال ، ولو أنها إقتصرت الصورة على ماهو سياسي وفي إطار سياسة الدولة الإعلامية ،كما إبتعدت عن كل مايشغل المواطن في تلك البلاد ،ولم تنجح في نقل صورة مفادها أن الثقافة الحسانية خاصة اللهجة هي منطوقة من المغاربة القادمين من كل البلاد بإختلاف لهجاتهم ،مثلما هو شأن من يحفظ القرآن أو الثقافة العربية إلا أنه مسيحي أو يهودي أو قادم من مكان ما في العالم ، بل وتجاورت ثقافتهم الحسانية مع بعض قيم الإنسان الصحراوي كالأمانة و العهد والكرم والنبل و الوفاء والكرامة والنخوة …إلا أنها إصطدمت بتيارت الاقتصاد الجارفة ومصالح الدولة و الصراع الاممي حول الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو .
نعم ربما أخيرا وبعد ست سنوات على تجديد دستور 2011 ،الذي يعترف بتلون الثقافة المغربية وتعدد أعراقها ولهجاتها ،يتم رصد ميزانية” للفيلم الحساني”- طبعا مع التحفظ على الاسم-، خلفت إعتراض الكثير من نقاد السينما المحايدين ، و السخاء الموازي لكتاب السيناريو الذي نال بعضهم تعويض كتابة ثلاث سيناريوهات ؟ مثلا” للفيلم الحساني” ؟
جميل أن يتم إغناء روح السينما ودعم النقد والكتابة حولها ، ولكن ليس بالمغالطات .
المغرب
المصدر:رأي اليوم