لوحات ومسرحية ترسم ملامح المرأة الأسطورية عند المغاربة “عايشة قنديشة
أغادير (المغرب)/صوفيا العمالكي/الأناضول
اكتشف الجمهور المغربي الذي توجه إلى قاعة العروض التابعة للمعهد الفرنسي بمدينة أغادير (جنوب المغرب) مساء أمس الخميس، ملامح وجه الشخصية الأسطورية عندهم عايشة قنديشة.”
وبفضول كبير، توجه العشرات من الشباب لمشاهدة عرض لوحات للفنانة التشكيلية الفرنسية “آناييس آغميل” تحت عنوان عيشة قنديشة (شخصية لدى المغاربة هدفها تخويف الناس منها )، بحسب مراسلة الأناضول.
وقامت هذه الفنانة التشكيلية الفرنسية بثأثيت فضاء القاعة بلوحات حاولت من خلالها أن تبرز ملامح المرأة المغربية حسب تصورها الفني، الذي قادها للبحث في تاريخ ا?ساطير المغربية الشعبية عن وجه لايعرف ملامحه المغاربة لكنهم كثيرا ما يسمعون عنه، لتجد بذالك (عايشة قنديشة) باعتبارها أسطورة عرفهتا الأجيال بالمغرب، لكن لا وجود لها في الواقع.
وقالت الفنانة التشكيلية “آنايس″ للأناضول إنها خلال إقامتها القصيرة في المغرب، حاولت البحث في الثرات المغربي ا?صيل عن نساء مغربيات عرفهن التاريخ لتتمكن من رسم ملامحهن لتجد بعد ذالك (عايشة قنديشة) تثير فضولها عن ماذا تخبئه هذه الشخصية
وأضافت أن المغاربة لا يعرفون شكل (عايشة قنديشة) مما أتاح لها الفرصة لإبداع ملامحها، ولتصورها كما تخيلتها، من خلال ما راكمته في دراستها و بحتها في التاريخ المغربي الشعبي.
وبالموازاة مع العرض التشكيلي، قدمت فرقة “سوق أرت” عرض مسرحية “شكون هي عايشة” (من هي عايشة) التي قامت بسرد حكايات من وحي الخيال، بطرق حديثة معتمدة في عرضها على العمل الجماعي الشبابي الذي أضفى على المسرحية طابعا خاصا من خلال لوحات للرقص و الغناء.
وقالت “وفاء اكدي” إحدى الممثلات بالعرض المسرحي، للأناضول إن فكرة المسرحية تبلورت عند قدوم الفنانة التشكيلية “آناييس″ للمغرب، بحيث بدأ التفكير في إخراج عمل لتطعيم المعرض و جعله أكثر حيوية، بحسب قولها.
وأضاقت الفنانة، التي تلعب دور الحكواتية، قائلة إن “فكرة (عايشة قنديشة) وضعناها أمامنا كتحدي قمنا من أجله بتوحيد مجهودنا لنحصل بالتالي على عرض مسرحي متجانس.″
ويرى الباحثون في شأن هذه الأسطورة، أن “عايشة قنديشة” تعتبر من أكثر شخصيات الجن شعبية في التراث الشعبي المغربي، حيث تتناولها الأغنية الشعبية، وهناك من يعتبر أنه بمجرد النطق بلقبها الغريب والمخيف” قنديشة” يجر اللعنة على ناطقها.
هذا في حين يقول أخرون أن “عائشة” هي امرأة مجاهدة عاشت في القرن 15 وأسماها البرتغاليون بـ”عيشة كونديشة” وتعني الأميرة.
وبحسب روايتهم فقد تعاونت “عايشة” مع الجيش المغربي آنذاك لمحاربة البرتغاليين الذين قتلوا أهلها لما أظهرته من مهارة و شجاعة في القتال حتى ظن البعض وعلى رأسهم البرتغاليين أنها ليست بشرا وإنما جنية و أصبح الاعتقاد ساريا ليومنا هذا داخل المجتمع المغربي أنها جنية وليست بشرا.
رأي اليوم