الدكتورة: علياء إبراهيم محمود – مصر – خاص بـ ” وكالة أخبار المرأة “
لا أحد ينكر أن المرأة العربية، استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات متحدية – في سبيل تحقيق ذلك – كماً هائلاً من الصعوبات والمعوقات، سواء أكانت مجتمعية أو أسرية ، اقتصادية كانت أو اجتماعية.
وبهذه الإنجازات أوجدت لنفسها مكانةً في سجل التاريخ، وهي مكانة لم تأتِ من فراغ، بل كانت محصلة التفاني والاجتهاد في العمل، والإيمان بحقها الذي لم تحرمها منه التعاليم السماوية، فهي تمثل نصف المجتمع، ولكنها تقدم للمجتمع النصف الآخر، وهذا المعنى هو ما جاء على لسان الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله عندما قال: “المرأة هي أمي وأختي وابنتي وزوجتي.. أنا مخلوق من المرأة .”. فهي صانعة الرجال ومربية الأ جيال، ولذلك يقولون: “إذا علمت بنتاً فقد علمت أمة”،
ولكن هناك شبه اتفاق على وجود تقصير في إبراز الصورة المشرقة للمرأة العربية، وفي اعتقادي إنما هو تقصير نابع من التسطيح لدورها، وحصر هذا الدور، فيما روجته وسائل الإعلام من نماذج سلبية للمرأة، ففي عصرنا هذا الذي يمثل فيه الإعلام السلطة المسيطرة على عقولنا – صغاراً وكباراً – والذي يشكل معتقداتنا وأفكارنا، ويتحكم في سلوكياتنا وردود أفعالنا، فإن وسائل الإعلام خاصةً المرئيَّ ، تتحمل القدر الأكبر من المسؤولية، في تقديم الصورة المغلوطة عن المرأة العربية، واختزالها في جسد بلا عقل، خاصة عندما وجد بعض صناع “السينما والدراما والإعلانات” في المرأة الطريق السهلة للترويج للعديد من السلع، ولمخاطبة غرائز المتلقّي، بحجة حرية التعبير والإبداع، الذي لن يكتمل ويسطع من وجهة نظر البعض، إلا بالعري والمشاهد التي تستغِلُّ جسدها، أبشع وأدنى استغلال، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة “فوضى الفتاوى” التي ساهمت في نشر صورة لا تعكس على الإطلاق المكانة الراقية للمرأة في الإسلام.
وأفرز هذا كله نماذج سلبية للمرأة عبر وسائل الإعلام، تبعُد كثيراً عن صورتها الحقيقة في واقع الحياة اليومية، وإن صح القول، فهي تسيء إليها في معظم الأحيان..
فإذا ما اتجه الإعلام – منصفاً – لإبراز وجهها الآخر من خلال نماذج حية مشرفة، فإننا نرى هذا الاتجاه يسير بخطى خجلة، نحو عدد قليل من سيدات المجتمع شاءت الأقدار – أن يكتب لهن الظهور سواء بجهد منهن، أوعن طريق الصدفة.
وتساءل البعض من يستطيع أن يأخذ للمرأة من وسائل الإعلام، بعضاً من حقها المسلوب؟ أعتقد أنه الإعلام نفسه، الذي أشارت إليه أصابع الاتهام، هو من يجب أن يبرئ ساحته وهو نفسه الذي سيعيد لها، هذا الحق المسلوب، من خلال أمل تجسد في حملة “من أجل شبكة إعلام آمن للمرأة العربية” والتي طرحتها وكالة أخبار المرأة العربية واعتمدت ميثاق الحملة، الذي جاء خلاصة دراسة أجراها خبراء من دول عربية.
وقد تضمن الميثاق عدة بنود مهمة، والتي نأمل أن تتحول إلى خطوات عملية يلتزم بها العاملون في مجال الإعلام بكافة وسائله، لعلها تساهم في رفع الظلم الذي وقع على المرأة العربية وتسليط الضوء على التقدم الذي أحرزته في العديد من المجالات، لينحني العالم إجلالا لإنجازاتها…..وللحديث بقية
عبير الكلمات:
في أحيان كثيرة أشتاق لنفسي وافتقدها
أتنهد ولسان حالي يردد “أين أنت يا نفسي؟ كم طال غيابك عني”