يتناول الكتاب موضوع الحدود في إفريقيا من منظور تاريخي ليبين المسار الذي سلكته حتى اليوم الحاضر.ويهدف برأي مِؤلفه لدحض الأسطورة التي تنسب لهاته الحدود الصراعات و التخلف الذي تعرفه القارة.لقد أ صبحت تعرف استقرارا أسقط الخلفية التي تراها تعسفية، مدمرة و عبثية، وتحولت من حدود إفريقيا إلى حدود إفريقية معترف بها في إطار سياسة تأكيدية يدعمها الاتحاد الإفريقي.
أول نقطة يتناولها فوشي تتعلق بالاحترام العام لمبدإ الحدود الموروثة عن الاستعمار، الذي تبناه إعلان القاهرة في 1964 وأيدته محكمة العدل الدولية في لاهاي، في الوقت الذي تشهد فيه أوربا اتجاها حول التجزئة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
و على عكس أوربا، فقد تم تقسيم إفريقيا فوق خرائط غير ثابتة و غامضة من قبل الدول الأوربية في الفترة الممتدة من 1885إلى 1909 وفقا لمعايير تضاريسية و و خطوط الطول والعرض. رسمت كل من فرنسا وبريطانيا أغلبيتها (60 بالمائة). غيبت الخصائص المحلية و السياسية التي اضطرت الإدارة الاستعمارية للتعامل معها،وكان ا لمعمرون أول من انتقد هذه الحدود الاصطناعية.
أدى التقسيم الخارجي للحدود إلى نزاعات ة بسبب فقدان الأرشيفات التي تركها المعمرون. سجلت 43 حالة من التوترات بسبب القضايا الحدودية، وتم إجراء تعديلات حين الاستقالات و بعد فشل التسويات الفدرالية خصوصا في إفريقيا الغربية.
لم تحل هذه التسويات دون النزاعات ، وكان آخرها انفصال السودان الجنوبي في 2011 الذي ترك أمورا كثيرة عالقة:المواطنة حرية التنقل،تقاسم عائدات النفط ….
ولمواجهة هذه التوترات، وضعت حلول قانونية وسياسية.تمت تسوية 8 نزاعات أمام محكمة العدل الدولية من بينها نزاعات حول الحدود البحرية بين السنغال و غينيا بيساو في 1995 و الخلاف الحدودي بين النيجر و بوركينا فاسو في 2013.
يوجد بديل آخر:اللجوء إلى الخيار الدبلوماسي المباشر و الخيار الاقتصادي من أجل الإدارة المشتركة.يجب أن تسبق كل هذه الخيارات باتفاق سياسي.
يرى المؤلف أن هذه الحدود موردا وليس عائقا. فعدم التطابق بين المناطق الجغرافية و اللغوية يدفع بالأسر المتناثرة إلى تعلم عدة لغات من أصل 2000 متداولة في القارة.يتم عبور الحدود بسهولة مما يسا هم في التداول الشديد و التكامل المربح بين المناطق الداخلية و الساحلية ونمو المدن الحدودية.ارتفعت ساكنة إفريقيا الغربية من90 حين الاستقلال إلى 320 مليون نسمة حاليا.،بالإضافة لتدفقات تجارية غير قانونية لا تمنعها الدول التي تكون الرسومات الجمركية نسبة تتراوح بين 30 إلى 70 بالمائة من عائداتها الوطنية.يمكن لهاته المناطق أن تصبح أكثر فاعلية إذا تقلصت ا أوقات عبورها وسهلت الشكليات الجمركية.
يذكر الأستاذ فوشي أن التصدير يتطلب 35 يوما في إفريقيا جنوب الصحراء و 41 يوما عند الاستيراد مقابل 10 أيام في الدول المتقدمة. لكن القارة تسير إلى التفريع من اجل وجود حلول للمبادلات السريعة لدعم النمو الاقتصادي الذي تعرفه القارة( 5 بالمائة سنويا).تعرف القارة دينامكية تحول عالية ،قد يصبح عدد سكانها ملياران بحلول 2050، وستستمر عملية التحضر، وللتنبيه،فإن تبادلها مع العالم الخارجي أسهل منه داخل القارة.
كيف يمنع الصراع مع ضمان تعاون أفضل عند الحدود،يتساءل المؤلف؟
يوجد تفكير جيوسياسي إفريقي لتاكيد الحدود،منذ أن أطلقت مفوضية الاتحاد الإفريقي برنامجا يشجع إعادة تأكيد الحدود البرية و البحرية.الهدف المزدوج هو منع نشوب صراعات وتعزيز التكامل الإفريقي الإقليمي من خلال تعاون عابر للحدود.
يتم بناء الدولة على ومن خلال السيطرة على أراضيها والتي يفترض أن تعمل كمرجعية هوياتية للربط بين المركز و البحريةالمحيط،وقضية الحدود هي القدرة على الربط بين السطح و التدفق من أجل السيطرة على المحيط.
مراقبة الحدود،ضمان حماية السكان و إدماج المحيط ،هي التحديات التي تواجه الدول الإفريقية حيث أن الفكر ما بعدالاستعمار قد انتهى من الناحية الجيوسياسية.
Foucher, “Frontières d’Afrique. Pour en finir avec un mythe”, éd. CNRS
-جيوسياسية أوربا من المحيط الأطلسي إلى الأورال
أوربا ، هذه المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الأورال تشهد منافسات جديدة ة حول القوة في القرن الواحد و العشرين.تفترض هذه المنافسات معرفة حقيقية بالمميزات الجغرافية و التاريخية لأوربا الحديثة المكونة من الانقسامات ،الاتحادات والانشقاقات. تستدعي أيضا فهم الخصائص الجيوسيا سية لأوربا بتشفير الاتحاد عبر مواقع قوته ،تناقضاته و نقاط ضعفه.
ويفترض كذلك تحليلا للدول الأوربية الأخرى سواء المرشحة منها للالتحاق بالاتحاد أو الرافضة لذلك، دون إغفال المعارك من أجل الفوز “بغنائم” الاتحاد السوفيتي السابق كأوكرانيا. تتطلب هذه المعارك فهم إستراتيجية روسيا المتناقضة و الباحثة دوما عن القوة. و أخيرا يسمح التحليل بتوضيح تحديات أوربا من خلال استشراف جيوسياسي ل9 سيناريوهات.
“Géopolitique de l’Europe. De l’Atlantique à l’Oural”, G-F Dumont, P. Verluise, PUF