انت هنا : الرئيسية»اخبار متنوعة»الأزهر يعيد نشر كتاب مصطفى محمود “حوار مع صديقي الملحد” الذي أثار ضجة كبيرة منذ ربع قرن وأجاب فيه عن السؤال المثير “من خلق الله؟”
الأزهر يعيد نشر كتاب مصطفى محمود “حوار مع صديقي الملحد” الذي أثار ضجة كبيرة منذ ربع قرن وأجاب فيه عن السؤال المثير “من خلق الله؟”
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
منذ نحو أكثر من ربع قرن، وتحديدا في عام 1986، ألقى المفكر والفيلسوف الشهير د. مصطفى محمود حجرا كبيرا في بحيرة الفكر العربي والإسلامي، بكتاب سمّاه “حوار مع صديقي الملحد”، وهو الكتاب الذي أثار ما أثاره من ضجة كبيرة وجدل مقيم، بسبب تطرقه للأسئلة المسكوت عنها؟ مثل: هل مناسك الحج وثنية؟ و لماذا لا يكون القرآن من تأليف محمد؟ وما ذنب الذي لم يصله القرآن ولم يسلم؟ ومن خلق الله؟
أمس أعادت مجلة “الأزهر” نشر كتاب محمود بدراسة وتقديم وتعليق المفكر الكبير د. محمد عمارة، ووزعته هدية، ربما كرد على ما يثار بين الفينة والأخرى من قضايا الكفر والإلحاد.
في البداية وصف الدكتور عمارة الكتاب بأنه من أمتع وأجمل وأدق وأروع، ما كتب في موضوعه، مشيرا إلى أن مصطفى محمود يعد واحدا من فرسان الكلمة الإسلامية الذي فقه أصول الإسلام، وفقه الواقع الإسلامي، واستشرف المستقبل.
من خلق الله؟
وطرح محمود في كتابه عددا من الأسئلة المسكوت عنها منها: سؤال الملحد: “أنتم تقولون إن الله موجود، وعمدة براهينكم هو قانون السببية الذي ينص على أن لكل صنعة صانعا، ولكل خلق خالقا، ولكل موجود موجدا، النسيج يدل على النساج، والرسم يدل على الرسام، والنقش يدل على النقاش، والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه، صدقنا وآمنا بهذا الخالق.. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل:
ومن خلق الخالق؟ من خلق الله الذي تحدثونا عنه؟ ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا؟ وتبعا لنفس قانون السببية.. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم؟”.
ويجيب مصطفى محمود بقوله : “سؤالك فاسد.. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول من خلقه؟! فتجعل منه خالقا ومخلوقا في نفس الجملة، وهذا تناقض.. والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان.. والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان، ولا يصح لنا أن نتصوره مقيدا بالزمان والمكان.. ولا بقوانين الزمان والمكان”.
وتابع د. محمود في رده: “والله هو الذي خلق قانون السببية، فلا يجوز أن نتصوره خاضعا لقانون السببية الذي خلقه.. وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزميلك، وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لابد هو الآخر يتحرك بزميلك، فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه، قالت: مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. إني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزميلك.. وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد، لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد.. وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علوا كبيرا”.
واستدل محمود بقول محيي الدين بن عربي عندما سئل من خلق الخالق؟ فقال: “إنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد، فالله هو الذي يبرهن على الوجود، ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهانا على الله.. تماما كما نقول إن النور يبرهن على النهار، ونعكس الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور..”.
في الكتاب أسئلة كثيرة مثيرة، قد ترد على خاطر البشر أجاب عنها مصطفى محمود بعقلانية، مثل: إذا كان الله قدر عليّ أفعالي فلماذا يحاسبني؟ ولماذا خلق الله الشر؟ وما ذنب الذي لم يصله القرآن؟ ولماذا لا يكون القرآن من تأليف محمد؟