طهران – “رأي اليوم” – طهران:10-2-2015
أزاحت طهران الستار عن فيلم “محمد رسول الله” الذي يجسد شخصية النبي الكريم محمد (ص)، ويحكي سيرته الشريفة منذ ولادته حتى سن الثانية عشر، الأمر الذي كان قد أثار انتقادات الأزهر الشريف.
وعبر مخرج الفيلم مجيد مجيدي عن احترامه لانتقاد الأزهر للفيلم داعياً إياه إلى مشاهدته بدلاً من انتقاده عن بعد ومن دون أن يراه، وقال : من هنا أدعو أصدقاءنا في الأزهر إلى مشاهدة الفيلم ثم نجلس ونتحاور بشأنه.
وخلال مؤتمر صحفي دافع مجيدي عن تجسيده لشخصية النبي الكريم مؤكداً بأنه تحدث إلى شيوخ الأزهر بهذا الشأن وأنه أجرى دراسة حول تجسيد شخصية النبي محمد (ص) لمدة عامين وانه عاد إلى مراجع كل من المذهبين السني والشيعي والتقى العديد من رجال الدين، مشدداً على أنه اختار مرحلة من حيات النبي الكريم لاخلاف عليها بين السنة والشيعة.
وقال مجيدي مخاطبا الأزهر الشريف : على علماء الأزهر أن يقلقوا من العمل الثقافي المتعلق بالرسول الكريم أكثر مما يقلقوا من عرض وجهه الكريم، مضيفاً أن فيلم محمد رسول الله هو ثاني فيلم حول خاتم الأنباء عليهم السلام بعد فيلم الرسالة للمخرج الراحل مصطفى العقاد قبل أربعين عاماً بينما تم إنتاج عشرات الأفلام حول النبي عيسى والنبي موسى عليهما السلام، وحول بوذا.
وكان الأزهر الشريف في مصر أصدر بياناً قال فيه إنّ “الأزهر يرفض تماما تجسيد النبي (صلّى الله عليه وسلم) في الفيلم الإيراني (محمد رسول الله).
وأكد البيان أن الرفض “لا يقتصر على منع إظهار وجوههم بشكل واضح في هذه الأعمال”، لأن تجسيد الأنبياء صوتا أو صورة أو كليهما في الأعمال الدرامية والفنية أمر مرفوض، لأنه ينزل مكانة الأنبياء من عليائها وكمالها الأخلاقي ومقامها العالي في القلوب والنفوس إلى ما هو أدنى بالضرورة”.
وأضاف البيان أن “الأزهر الشريف ليس جهة لمنع للأعمال الفنية، لكنه مطالب بإبداء الرأي المستند على الشرع الحنيف في مثل هذه الأعمال، أما قرارات المنع والإجازة فهي مسؤولية جهات أخرى”.
ويعتبر الفيلم أضخم مشروع سينمائي في تاريخ إيران حيث كلف نحو 30 مليون دولار واستغرق إنتاجه نحو خمس سنوات، حيث عرض للمرة الأولى أمس الاثنين أمام مسؤولين من وزارة الثقافة الإيرانية على أن يعرض أمام الجمهور نهاية الأسبوع ضمن فعاليات مهرجان “فجر” السينمائي الذي بدأ أعماله تزامناً مع الذكرى السادسة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية.
وتم تصوير معظم مشاهد الفيلم في إيران حيث بنيت لأجله مدينة سينمائية جنوب طهران كلفت نحو أربعة ملايين دولار وشملت تجسيد مدينتي مكة المكرمة و المدينة المنورة، بينما تم تصوير مشاهد هجوم أبرهة الحبشي على الكعبة المشرفة في القارة الإفريقية، والفلم المنتج باللغة الفارسية تمت دبلجته إلى اللغتين العربية والإنجليزية.
ويتوقع أن يشهد الفيلم انتشاراً واسعاً داخل إيران حيث حاز على دعم المرشد الإيراني الأعلى آية الله السيد علي خامنئي الذي زار مقر تصوير الفيلم عام 2012 وحيث أن الفيلم نال التمويل من مؤسسة “بنياد مستضعفين” التابعة للمرشد الأعلى.