جماعة إغاثة طبية: الغرب يركز على الدولة الإسلامية ويتجاهل المأساة الإنسانية
■ عواصم ـ وكالات: قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) امس الثلاثاء إن نحو 670 ألف طفل في سوريا حرموا من التعليم بعد أن أمرت الدولة الإسلامية بإغلاق مدارس إلى حين تغيير المناهج.
وسيطرت الدولة الإسلامية المنشقة على تنظيم القاعدة والتي جندت مقاتلين أجانب على مساحات كبيرة من العراق وسوريا وتطبق تفسيرها المتشدد للإسلام.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أغلق التنظيم المدارس في المناطق التي يسيطر عليها في شرق سوريا إلى حين مراجعة المناهج من منطلق ديني.
ويتهم التنظيم المتشدد بارتكاب مجازر واستغلال نساء وفتيات جنسيا وتجنيد أطفال للقتال.
وقال كريستوف بوليراك المتحدث باسم يونيسيف في إفادة صحافية «في ديسمبر /كانون الأول صدر مرسوم من الدولة الإسلامية بوقف التعليم في المناطق التابعة لها.»
وأضاف أن الدولة الإسلامية قالت إن المناهج بحاجة إلى تعديل أو إعادة النظر فيه كليا.
وقال إن تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية في الرقة وريف دير الزور وريف حلب تأثروا بهذا الإغلاق.
واعلنت يونيسيف ان 160 طفلا على الأقل قتلوا في هجمات على مدارس في سوريا عام 2014 في حين اضطر حوالي 1.6 مليون طفل لوقف تعليمهم بسبب النزاع.
وقال الناطق باسم اليونيسيف كريستوف بوليراك خلال مؤتمر صحافي «ما بين كانون الثاني/يناير وكانون الاول/ديسمبر حصل 68 هجوما على الاقل على مدارس وأدت إلى مقتل 160 طفلا وإصابة 343 آخرين».
وأوضح ان هذه الأرقام «أقل بالتأكيد من الواقع بسبب صعوبة الاطلاع على المعلومات».
وبحسب اليونيسيف فإن ما بين 1.3 و 1.6 مليون طفل سوري لا يمكنهم الذهاب إلى المدارس بسبب انعدام الأمن السائد في البلاد.
وقالت ان «المدارس يجب ان تبقى مناطق سلام وثقة بالنسبة للاطفال بدون الخوف من التعرض للإصابة أو الموت».
والنزاع الذي بدأ في آذار/مارس 2011 بتظاهرات سلمية قمعتها السلطات بالقوة تحول إلى حرب أهلية حيث تواجه قوى المعارضة ليس فقط النظام وإنما أيضا مجموعات جهادية.
وأوقعت أعمال العنف أكثر من مئتي ألف قتيل خلال أربعة أعوام بينهم أكثر من 76 ألفا في 2014 السنة الأكثر دموية في النزاع بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الانسان. وتقدر اليونيسيف من جهتها بأن اكثر من ثمانية ملايين طفل تضرروا من جراء النزاع بينهم 1.7 مليون هم حاليا لاجئون.
إلى ذلك قالت جماعة إغاثة طبية سورية إن الدول الغربية تركز كثيرا على التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وتتناسى المعاناة اليومية التي يعيشها المواطنون السوريون في مناطق بلغ فيها وضع الخدمات الطبية حد الكارثة.
ولقي نحو 200 ألف شخص حتفهم بينما نزح ما يقرب من نصف سكان سوريا عن ديارهم بسبب الصراع الذي بدأ باحتجاجات مناهضة للحكومة عام 2011 تحولت إلى حرب أهلية شاملة.
وتفاقم الوضع منذ بدأ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يقصف مناطق في سوريا خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية التي استولت على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق في العام الماضي.
وقال توفيق شماع المتحدث باسم اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية الذي يضم 14 مؤسسة أهلية «يموت كل يوم بين 30 و60 شخصا منذ بدأ القصف.»
وأضاف «لا يوجد سوى الحديث عن التطرف والدولة الإسلامية لا عن النساء والأطفال الذين يتعرضون للقتل والجثث الممزقة والبطون المبقورة التي يتعامل معها الأطباء كل يوم.»
والتقى نحو عشرة أطباء يعملون في سوريا لصالح الاتحاد بمسؤولين فرنسيين أمس الاثنين لشرح الوضع. ومن المناطق التي يعمل فيها الاتحاد مناطق تحاصرها القوات الحكومية في الغوطة الشرقية خارج العاصمة دمشق ومدينة حلب ثانية أكبر المدن السورية بالاضافة إلى محافظة الرقة معقل الدولة الإسلامية.
ويقول الاتحاد إنه محايد في الصراع. وباريس هي أكبر المانحين للاتحاد.
وللاتحاد نحو 300 موقع طبي و12 عيادة في مختلف أنحاء سوريا لكنه يقول إن جهوده محدودة لقلة الأدوية والمعدات والعاملين.
وقال عبيدة المفتي وهو طبيب فرنسي من أصل سوري «الوضع لا يطاق وكارثي.»
وقال طبيب من حلب ذكر أن اسمه عبد العزيز إنه لا توجد سوى خمسة مستشفيات تعمل لتلبية احتياجات 360 ألف شخص تحاصرهم القوات الحكومية.
وأضاف «لا يوجد سوى 30 طبيبا من كل التخصصات»، وتابع أن أسباب الوفاة متعددة من بينها الكوليرا والتيفوئيد والجرب والسل لعدم وجود علاج أو لقاحات.
وقال طبيب آخر إن الأمور ليست سهلة في الرقة المعقل الرئيسي للدولة الإسلامية حيث يعيش نحو 1.6 مليون نسمة لكنها ليست بالصعوبة الموجودة في مناطق أخرى.
وأضاف «مسموح لنا بالعمل هناك لكن لا يوجد أي دعم من المنظمــــات الأهلية والخدمات محدودة. لا توجد خدمات للتوليد وأمراض النساء والأطفال».