أصل الإرهاب العصري
ترجمة بوطاهر لطيفة
width=”147″ height=”205″ />
ترجمة لملخص مداخلة لورن لا دوس ، مدير الأبحاث في الفدرالية من أجل السلام العالمي أثناء ندوة نظمتها الأكاديمية الجيوسياسية الباريسية حول: جيوسياسية الإرهاب
يرتبط الإرهاب كظاهرة عصرية ارتباطا قويا با لإيديولوجيات الشمولية،وله استعارات أيضا من التيارات الفوضوية و العدمية.
وإذا كان الرعب و الإرهاب في البداية حكرا على الدولة الثورية إبان الثورة الفرنسية ،فقد أصبح الرعب بعد ذلك سلاحا لتخريب
الدولة.
يستمد الإرهاب أساس شحنته العاطفية و شرعية من الاستياء. استياء يغذيه الإحساس با ليأس،فقدان الاعتبار وخيبة الأمل والعار.
الشعور بنفي إنسانيته، يدفع الإرهابي لأن يخضع الغير لفعل لا إنساني.قد مارس الإرهاب الماركسي-اللنيني ا انتقام الذين لا يملكون ضد الذين يملكون والإرهاب الديني لا يعاقب الإنسان لما له و لكن لماهيته.
لا يمكن التفكير في الإغواء الإرهابي بدون إعادة الاعتبار لقابيل.الإرهاب لا يحل عقدة قابيل ويرى في قتل هابيل عدوانا مفيدا وضروريا للتطور؛ تنقلب الأدوار،جلب هابيل لنفسه العقاب الذي كان يستحقه.
في مطلع القرن التاسع عشر و بعد الثورة الفرنسية التي اختلقت الرعب،بدأت اتها مات هابيل المحق الزائف ، والثناء على قاتله قابيل كعادل حامل لعنف مطهر و لقطيعة ايجابية.
عمل كل من اللورد بيرون،بود لير و كارل ماركس مع مفكرين و فنانين على نشر تيار أيديولوجي يبرر قتل هابيل.
لهذا، فإن الاندفاع اليائس الذي يحرك الفكرة والفعل الإرهابيين يرافقه دائما إغراء مطلق (الإحساس با لأ لوهية) يتجاوز الانتقام من الظلم. نلاحظ قصور ومحدودية الخطاب الإنساني و العقلاني في مواجهة الإغراء الإرهابي.وتلزم أحيانا قوة روحية نادرة حتى نجد بديلا للعنف. تمثل ذلك في اختيار اللاعنف الذي سلكه المهاتما غاندي،والذي لم يكن في أهدافه الرامية لتغيير وضع الإنسان أقل راديكالية من الثورة العنيفة،فالثورة السلمية تعني إلحاق الأذى بالذات طواعية عوض إلحاق خسائر بالعدو.
في الستينات ، مال مالكوم إكس للعمل الإرهابي من أجل محاربة التمييز العنصري في حين اختار مارتن لوثركينغ إستراتيجية اللاعنف،ومر ناسون مانديلا تدريجيا من الدفاع عن العمل الإرهابي إلى خيار اللاعنف أيضا.
ومن ثم ،فإن الرد على الإرهاب لا يمكن أن يظل سياسيا أو عسكريا محضا،الإرهاب إغراء شديد القوة ،والرد عليه يستدعي بعدا روحيا و أخلاقيا وتلقين طرق غير عنيفة لتسوية النزاعات.
إن الرد على اليأس و العار أمل وشرف حقيقيان.
ولكي يتجنب العالم الإسلامي هذا الإغراء، يجب ألا يكتفي بالإدانة ورفع شعار”ليس باسمنا” في مواجهة الأفعال البربرية.يجب عaليه أن يطلق باسم المسلمين وبمساندة التيارات الروحية ثورة غير عنيفة و أعمالا نبيلة تلبي آمال الشعوب الشرقية اليائسة منذ زمن طويل.