العراق:مرة أخرى، بلير يبررالحرب..
إعداد بوطاهر لطيفة
هل كان غزو العراق في 2003 خطأ ساهم في الحالة الراهنة للبلاد؟ اشتعل الجدل عقب ما نشره الوزير الأول البريطا ني السابق طوني بلير مدافعا عن سياسته. بعد تقدم قوات الدولة الإسلامية في العراق و بلاد الشام (داعش) و الذي أحيا النقاش حول صحة غزو العراق في 2003،لايزال طوني بلير ثابتا على تبريره. و في بحث مثير للجدل،نشر على موقعه في شبكة الأنترنت و تناولته العديد من الصحف،يقول” يجب تحرير أنفسنا من فكرة أننا من سبب هذا”[الوضع الحالي في العراق]، فذلك غلط”. السبب الأساسي للأزمة يكمن في المنطقة و ليس خارجها.و يستغرب بلير الذي قاد إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية غزو العراق، من إسناد الوضع الحالي إلى”إطاحتنا بصدام حسين”. “حرب طائفية شاملة” يحاول بلير في بحثه أن يفكك ما يسميه :الحجتان الرئيسيتان ضد غزو العراق: – عدم و جود أدلة على امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل؛ – انعدام الاستقرار في العراق الحالي الناتج عن الإطاحة بصدام حسين؛ فيما يتعلق بالحجة الأولى، يعتقد أنه كان من المستبعد ألا يستخدم صدام الأسلحة الكيماوية ضد العراقيين، مذكرا بأنه قد سبق و فعل في الثمانينيات ضد الإيرانيين و ضد شعبه. بالنسبة للحجة الثانية،يستحضر الربيع العربي لسنة 2001 و الذي كان برأيه سيِؤد ي إلى عواقب كارثية بالنسبة للعراق. يتساءل عما إذاكان بإمكان العراق تحت أكثر أنظمة المنطقةو حشية و لا أخلاقية أن يظل وبمعجزة ،واحة هادئة؟ السيناريو الأكثر ترجيحا ،هو أن العراق كان سيغرق في نفس ثوران الانتفاضات.ورد الفعل الأكثر احتمالا، هو أن صدام كان سيقاتل من أجل الحفاظ على السلطة. تخيلوا العواقب؟على الجانب الآخر من الحدود[سوريا] أقلية مدعومة من الشيعة تتمسك بالسلطة و تحاول وقف تمرد الأغلبية السنية؛ وكنا سنشهد العكس في العراق.و الخطر المحتمل هو حرب طائفية شاملة في كل المنطقة. خطأ مأساوي” أثارت أقوال طوني بلير ردود فعل عنيفة في بلاده. في عموده،الذي نشرته الديلي تلغراف،قال عمدة لندن بوريس جونسون إن على بلير أن يصمت أو على الأقل أن يقبل بحقيقة هذه الكارثة التي ساهم في توليدها.و يرى أن غزو العراق قد ثبت أنه خطِؤ مأساوي. مأساة تكمن أيضا ،في عدم التزام الأمريكيين و البريطانيين بضمان الانتقال الديموقراطي بعد سقوط الديكتاتور.والحقيقة بحسب جونسون ،هي أن عراق ما قبل الغزو الذي قادته أمريكا في 2003 لم يعرف حضورا لتنظيم القاعدة. أكيد أن صدام حسين كان طاغية و بعثيا عديم الضمير،.و كان يعامل شعبه بو حشية منذرة بالخطرولكن، لم تكن له علاقة مع منفذي هجمات 11 سيمتنبر 2011 ضد مركز التجارة العالمي. و لم تكن لديه أسلحة دمار شامل. الحقيقة ،يقول جونسون ،هي أننا دمرنا مؤسسات السلطة العراقية دون أدنى فكرة عما سيحل لاحقا.لولا هذا الغزو، لظل 100000 عراقي على قيد الحياة.عندما صوتنا للحرب-وكنت من الفاعلين- اعتقدنا -فيما يبدو اليوم ا فتراضا ساذجا- أن للحكومتيين البريطانية و الأمريكية مشروع لما بعد[…]، مشروع للانتقال، كما كان الحال في ألمانيا عام 1945،حيث أن الآليةالأساسية و الضرورية تبعها مشروع للقضاء على النازية. كان جنونا” كان غزو 2003 جنونا.حركته الرغبة التامة في السيطرة على بلد يعد من أكبر مصدري النفط في العالم و الإطاحة بصدام حسين. لا يهاجم جونسون سياسة التدخل. الحالة في العراق لاتعني أن التدخل سيئ دائما وفي كل مكان[…].سيكون من الخطئء أن نخلص إلى أنه ما دمنا قد أخطأنا في العراق ، سنكون مخطئين دائما إذا حاولنا أن نغير الأشياء . و في الديلي تلغراف وتحت عنوان” المجزرة عار على بلير”، هاجم الجنرال البريطاني السير مايكل روز، طوني بلير داحضا أطروحته التي يعرض فيها “منطقه الخاطئء “،و يأ سف أن يظل بلير في حالة إنكار تام للكارثة التي كبدها ليس فقط لشعب العراق، و لكن أيضا للملايين من الأشخاص في الشرق الأوسط بعد غزو2003 […..]. “لا يتحمل بلير أية مسوولية في غزو العراق و يرفض الاعتذار عن هاته الحرب التي قادنا إليها.” نشر في: لوكوريي أنترنسينال 16 -06-2014