التغييير قادم و ثمنه باهض
المهدي المنجرة
ليس لإحد الحق رفي أن يحتكر تكوين الرِؤِيا، فهي لن تكون حقيقية، إذا لم تكن لكل المجتمع،فكيف تكون رؤيا بدون تعددية؟وبدون حرية الرأي التامة،أقولها و أكررها:ليس في الإسلام حدود للتعبير عن
(الرأي) و أتحدى أي عالم كيفما كان،أن يعطي تفسيرا واحدا بأن الإسلام قد جاء بحدود للتعبير عن الرأي.فالتعبير عن الرأي مضمون مادام الإنسان لم يمس حقا من حقوق إنسان آخر، و هذا موجود في القوانين، إن من حق الإنسان أن يعبر عن رأيه..وبدون ممارسة حرية التعبير لا يمكن أن نتقدم.
لقد انتهت حرية الرأي في المجتمع الإسلامي عندما أقفل باب الاجتهاد و بدأ التدهور.
إن با ب الاجتهاد من الناحية المعاصرة هو الحرية التامة الشاملة للرأي،لأن لا رهبانية في الإسلام، و لا
حق لطبقة فيه ،فالعلماء لا يحق لهم فرض حد لحرية التعبير وحرية الرأي و التفكير.
بل أضيف أكثر،..إذا قال لي أنا الشيخ الفلاني او العالم الفلاني، أفرض عليك الحد من حرية الرأي،أرد عليه: أنت غير مسلم، من حقك أن تنهي عن المنكر ولكن أن تحد من حرية الرأي فهذا غير مقبول.
لقد خرجت فئة على الناس تعمل دوما على الخلط بين الإبداع و البدعة و الرغبة في منع كل تغيير يصب فيما لا يرضونه و لا يطمئون إليه أو عليه.إن التغيير سيأتي ولكن ما أخشاه هو ثمن التغيير و المدة الزمنية التي يحتاجها، فإذا تم بسرعة كان أفضل و كلما تأخر لا يمكن أن يأتي إلا بالتغيير الشامل
و بسلبيات.
مقتطف من مقال يحمل العنوان أعلاه، في كتابه:
“القدس العربي رمز و ذاكرة”،دار وليلي للطباعة و النشر، الطبعة الأولى: مراكش 1996.ص.111