انت هنا : الرئيسية » اخبار متنوعة » الأزمة الأوكرانية تلوح بحرب عالمية ثالثة

الأزمة الأوكرانية تلوح بحرب عالمية ثالثة

زينة الجمال
بدعوة من رئيس الأكاديمية الجيوسياسية في باريس السيد علي راستبين شارك وفد برلماني أوكراني في مؤتمر صحفي للحديث عن الأزمة الأوكرانية التي اشتعلت مؤخرا في العاصمة كييف.
المؤتمر الذي عقد يوم الخميس، 27 شباط/فبراير على شرف الوفد البرلماني افتتحته رئيسة الوفد السيدة: فيترينكو ناتاليا ميخيلوفنا وحضرته شخصيات سياسية وفكرية وإعلامية.
وقد أوضحت السيدة فيترينكو: المتحدثة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي التابع للمعارضة اليسارية، بأن حزبها يعمل على محاربة السياسة الداخلية في أوكرانيا والتي يطغى عليها الفساد الاقتصادي والسياسي، كما يعمل الحزب على مكافحة السياسة الخارجية الداعمة للنازية والفاشية المبنية على العنصرية والتي تحميها الولايات المتحدة الامريكية وترعاها منذ الحرب العالمية الثانية.
وأكدت السيدة فيترينكو بأن النازيين هم الذين أشعلوا شرارة الحرب الأولى من خلال رمي كوكتيل المولوتوف على قوات الشرطة الأوكرانية والاعتداء عليها بالضرب.
وأرجعت السبب الرئيسي للأزمة الأوكرانية الى رفض الرئيس المخلوع يانوكوفيتش توقيع الاتفاق التجاري مع الاتحاد الأوروبي، الاتفاق الذي ان تم امضاؤه سيؤدي الى انهيار الاقتصاد الأوكراني بحسب تعبير يانوكوفيتش.
أشارت السيدة فيترينكو مستندة الى العديد من الصور التي تم التقاطها على أرض الواقع، إلى أن العنف المفرط الذي جرى في ساحة ميدان قامت به مجموعات نازية مسلحة وهي خليط من عناصر نازية متفرقة بعضها تابع لمجموعات امريكية تواجدت في الموقع، كانت ترفع شعارات ورموزا خاصة بالنازية كالصليب المعقوف، و أخرى ترمز إلى تفوق العرق الابيض على العرق الأسود، بالإضافة إلى عبارات: “الشيوعيون للشنق”، “الروس للذبح”.
وحملت السيدة فيترينكو واشنطن وبروكسل والاتحاد الأوروبي مسؤولية العنف الحاصل في أوكرانيا بسبب تسرعهم بدعم حركة المتظاهرين التابعين للنازيين الجدد من دون التحقق من هويتهم ،معتبرين أنهم يسيرون في اتجاه القيم الأوروبية، بينما أثبت واقع الحال أنهم ينتمون الى جماعات إرهابية مبنية على الاستبداد والعنصرية، كالنازيين الجدد أمثال:”سفوبودا” و”قطاع اليمين” الذين فرضوا انقلابا تحت شعار الثورة القومية الأوكرانية.
وأضافت السيدة فيترينكو بأن غالبية المتظاهرين العنصريين الموجودين في ساحة ميدان يتلقون الدعم من قبل وكالة الاستخبارات المركزية ، التي تمد الميليشيات المسلحة المتطرفة بمبلغ 200$ أسبوعيا (في حين أن متوسط الراتب الشهري هو $300)؛ ويتلقى المتطرفون والنشطاء مبلغ 200 $ للساعة الواحدة، ويصل المبلغ الذي تقبضه مجموعة الى000 30، دولار لليوم الواحد…، وهم لا يمثلون لا صوت ولا إرادة الشعب الأوكراني الذي يصل عدده الى 45 مليون شخص.
وأشارت السيدة فيترينكو الى أن الأزمة الأوكرانية تخضع لبرنامج غربي مدبر له لضرب روسيا بسبب دعمها لسوريا وإفشالها مساعي الغرب بتوجيه ضربة عسكرية من أجل إسقاط الرئيس الاسد.
كما أكدت المتحدثة بأن البرنامج الغربي الذي يدعم النازيين في أوكرانيا محضر له من قبل الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي ولم تكن معاهدة الشراكة التجارية مع الاتحاد الأوروبي سوى حجة لإشعال فتيل الحرب الذي ينبيء بحرب عالمية ثالثة.
وفي سؤال عن هوية ما يسمى بالثوار أكدت السيدة فيترينكو بأنهم ينتمون الى عدة جنسيات أوروبية ،أتوا من جورجيا وبولونيا وغيرها ،و كان من بينهم أجانب وسوريون رفعوا العلم التابع للمعارضة السورية وكانوا يقاتلون الى جانب النازيين.
وأكدت المتحدثة بوجود خطر كبير يهدد أوكرانيا وينذر بانتقال القاعدة الى ساحة المعركة مما سيزيد الأمر تعقيدا ووبالا سيطول أمده في حال لم يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا عاجلا بوقف وتيرة العنف.
وركزت السيدة فيترنكو في النقطة الأخيرة على الوجود الاستراتيجي لأوكرانيا على الساحة الدولية وبشكل خاص تقاربها من الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي وما لذلك من عواقب وخيمة.
وقد حملت الأوروبيين جزء ا كبيرا من المسؤولية في تأزيم الوضع الحالي في أوكرانيا بسبب استقطابهم لأوكرانيي الغرب وقطعهم وعوداً لهم بوضع اقتصادي أفضل، وزيادة في مستوى المعيشة والأمن من خلال التقارب مع منظمة حلف شمال الأطلسي.
كما أن وجود روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها، يشكل جزء اً هاما جداً في القطاع الصناعي للبلد، وكذلك هو الحال ايضا في شبه جزيرة القرم. وبصرف النظر عن المصالح الاقتصادية، فإن قاعدة سيباستوبول العسكرية مركزية بالنسبة لروسيا لأنها تضمن وصولهم إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط..
وأشارت السيدة فيترينكو إلى خطر حرب عالمية ثالثة تهدد المنطقة في حال قامت روسيا بردة فعل ضد انضمام أوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. فالروس لن يقبلوا بذلك وسوف يغزون اوكرانيا للدفاع عن مصالحهم وبما أن اوكرانيا عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي، سيدافع عنها الناتو بشكل تلقائي، وفي ذلك خطر كبير يهدد باشعال المنطقة بأسرها.

عن الكاتب

عدد المقالات : 1625

اكتب تعليق

الصعود لأعلى