الفترة الخامسة عشر
ابتداءا من 2001:أجيال و قضايا جديدة
يرسم هذالعقد الأخير ملامح فرنسا العربية-الشرقية،
في الوقت الذي يؤكد فيه الأرمن وجودهم في القضايا السياسية و التذكارية ،و ذووا الأصول الكردية والتركية
خصوصيتهم عل هوامش المجتمع الفرنسي، يظل السوريون و اللبنانيون مخفيين،والحركيون غائبين من رواية
وطنية بدأ يهود شمال افريقيا و الأقدام السوداء يسجلون فيها تاريخهم.
وعلى عكس كل هذا، يبقى المغاربيون سجناء خطاب شديد العنصرية في بلد يعاني من وجع و صول اليمين المتطرف
إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لسنة 2002و تاريخ كولونيالي لم يستطع بعد هضمه.
“دخل القطريون”المخيلة الجماعية فأعادوا للذاكرة الصدمة النفطية الأولى التي مر عليها أزيد من أربعين عاما،
مخيلة تختزل الهويات المختلفة لنعت واحد:”المسلمون” ،في وقت أصبح فيه الإسلام الديانة الثانية لفرنسا.
خلال هذاالعقد ،رمت الحرب العراقية و الأفغانية بظلالها على فرنسا ،فثبتت صورة شرق مخيف وأعادت تفعيل
أسطورة “العدو الداخلي التي تعني وبوضوح، العربي المسلم المنحدر من “الضواحي”.
يجري كل هذا على خلفية واقع لم يشهد غيره حضورا لامعا و غنيا في كل الميادين،الثقافية،الفنية وكذلك السياسية و الاقتصادية للعرب الشرقيين.
ظهر جيل ناجح تمثله شخصيات من العيار الثقيل مثل زيدان الذي يعتبر بطل 1998،الكوميديين جمال دبوز وجاد المالح،
رشدي زم،سمير بوعجلة،داني بوم وكذلك المخرج التونسي-الفرنسي عبد اللطيف كشيش الحاصل على جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السنمائي في 2013.وكرم فنانون كأمل بنت أو مجموعة113 إلى جانب شخصيات تنتمي للتراث الوطني مثل شارل أزنفور أو مجموعة الأغنية الملتزمة “زبدة”.
وعرفت الرياضة تألق أسماء :محيئ الدين بنباد أو لاعب الكرة كريم بنزمة، وساهم كل من يسمينة خضرة، عبد اللطيف اللعبي،عبد الله الطايع،ألبير ميمي،ملك شابل،ليلى صبار أو أمين معلوف في إغناء العالم الأدبي.
ناقض تعيين رشيدة داتي على رأس وزارة سيادية -العدل -و فضيلة عمارة ،الوجود الشبه المنعدم لنواب من أصل مغاربي في البرلمان أو في رئاسة بلدية كبيرة.
تغير الوضع في انتخابات الرئاسة 2012 لسنة مع وصول جيل جديد من النواب و الوزراء مثل نجاة بلقاسم، راضي ،
حمادي ،قادر عريف و يمينة بن كيكي والذي التحق بآخرين كبريزة خياري نائبة رئيس مجلس الشيوخ ،النائبة التركية
الأصل استير بنبسا، السناتور المزداد بالمغرب دافيد اسولن، النائبين من أصل لبناني، إلي عبود،هنري جبرائيل ودفيد دوفيدجيان ذي الأصل الأرميني.
في تأرجحهابين الرفض و الاعتراف تقدم فرنسا وجهين ،فهي حينا تقبل و”تخلد أحيانا” قرونا من التاريخ المشترك، وتصرحينا آخر على رفض مكون وطني وإرث متعدد القرون محولة العرب –الشرقيين إلى غرباء داخل الوطن.
ترجمة بوطاهر لطيفة
l