المرحلة السادسة 1913
ترجمة وفاء جلول
1913 – 1919 :من الخنادق إلى المعامل
على مشارف الحرب العالمية الأولى، كانت فرنسا تتوفر على فرق عديدة من الرماة المغاربيين شارك بعضها إلى جانب”القوة السوداء”( جيش مكون من أفارقة سود) في استعراض 14 يوليوز 1913. عند بداية النزاع نزل بالموانئ الفرنسية 20 ألف جزائري، 8000 ألف تونسي و 3500 مغربي بإرجاعهم او إلحاقهم بقوات الاحتلال .وصلت 32 من أصل 40 كتيبة بين غشت وشتنبر 1914 لتحارب بالعاصمة.
أرسل هِؤلاء المجندون الشباب دون استعداد أو تدريب رفقة الزواويين و الصباحيين إلى كل ميادين القتال الأووربية، ووضعوا ألى جانب الأفارقة و أوروبيي شمال افريقيا في الصفوف الأمامية المعرضة للنيران.وفي بداية المعارك، وتحديدا في معركتي شارل لوروا ولين، تعرضت هذه القوات للانهيار.تغير الوضع في ربيع 1915 حيث أبانت الفرق الأكثر تدريبا عن شجاعة حربية عالية خلقت صورة ” أبطال العصر” في المخيلة الشعبية.
ورأت فيهم الصحافة الكبرى مِؤشرا لنصر ممكن. ومن أجل تعزيز ارتباط المقاتلين المسلمين بمصير فرنسا،عملت السلطات العسكرية على احترام ومحاباة العادات الإسلامية.في نفس الوقت،عملت الهيأة المكلفة بتنظيم عمال المستعمرات التي أنشئت في 1916 والمرتبطة بوزارة الحرب، على توجيه العمال صوب دوائر الإنتاج.
نتج عن هذا الا حتكاك بين العمال الأصليين والمهاجرين صراعات أدت إلى وصف المغاربيين با”لمشاغبين”وسارقي النساء”، وأعطت بذلك شرعية للتهميش و التفكير في قرية ضواحي مرسيليا قصد تجميع ومراقبة العمال القبائليين.
لم تفلح “أخوة السلاح” و الإنتماء الطبقي في فرض المساواة في عالم الشغل كما أشار إلى ذلك ضباط ومن بينهم خالد حفيد الأمير عبد القادر الجزائري. تراجعت كل وعود المساواة بنفس السرعة التي اعيد بها المقاتلون إلى أوطانهم او
إلحاقهم بقوات الاحتلال الفرنسي بالرور.
عقدت الدول المنتصرة في الحرب(الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا و ايطاليا)مِؤتمر السلام في باريس شهر يناير 1919،ورسمت خلاله الحدود المستقبلية الضامنة للشرعية الأمبريالية الفرنسية-البريطانية في الشرق الأوسط.