فن الحرب تحول”عقيدة” أوباما
ترجمة بوطاهر لطيفة
إن بارا ك أوباما الذي انتخب رئيسا بسبب نقده للسياسة الخارجية للمحافظين الجدد، قد أحاط نفسه في ولايته الثانية بالصقور الليبراليين الذين تتزعمهم سامونتا باور. وإذا كان الأولون في الأساس صحفيين ترودسكيين و يهودا، فإ ن الصقور صحفيون أخلاقيون مرتبطون بإسرائيل التي ترى أن واجب أمريكا هو حماية المدنيين من حكوماتهم السيئة.
وفي كلتا الحالتين’ فإنهم يعملون على تعزيز النزعة التدخلية للأمبراطورية الأمريكية.
وخلال فترة ولايته الأولى، وقف أوباما على مسافات إزاء السياسة الخارجية و العسكرية لسلفه الرئيس بوش الإبن وأعطى الانطباع بأن الولايات المتحدة لا تريد الا ستمرارفي لعب دور شرطي العالم، وتريد الانسحاب من أفغانستان و مناطق أخرى لتركز الاهتمام على مشاكلها الداخلية، وهكذا نشأ ما أصبح يعرف ب”عقيدة اوباما”.
غير أن الحرب لم تلغ من أجندة إدارة أوباما كما ستكشف عن ذلك الحرب ضد ليبيا في 2011 والتي قام بها حلف شمال الأطلسي {الناتو} بقيادة أمريكية و بهجوم بحري واسع النطاق وقوات مدعومة و متسللة من الخارج.
أعلن أوباما في بداية ولايته الثانية بأن أمريكا بصدد طي الصفحة،إلا أن الصفحة التالية كانت أيضا صفحة حرب.
تنص الاستراتيجية الجديدة على استعمال قوات مسلحة أكثرمرونة وجاهزة للنشر السريع بفضل توفرها على أسلحة عالية التكنولوجيا معتمدة في نفس الوقت على قوات خاصة ووحدات سرية.
وهذه الطريقة الجديدة للحرب تتم بهجوم مفتوح يرافقه عمل شامل لتقويض البلد من الداخل كما حدث في ليبيا و يحدث حاليا في سوريا ،حيث يتم تسليح و تدريب مساحين غير سوريين في معظمهم و ينتمي عدد منهم إلى جماعات إسلامية إرهابية .في نفس الوقت يعلن أوباما “الاستراتيجية الجديدة ضد الإرهاب “:تتحول الحرب اللامحدودة ضد الإرهاب إلى سلسلة من العمليات الفتاكة ذات أهداف معينة بقصد تفكيك الشبكات الخاصة المتطرفة العنيفة التي تهدد أمن الولايات المتحدة.”
تستخدم في هذه العمليات طائرات بدون طيارمزودة و بشكل متزايد بأسلحة تعتبر “قانونية “لأن الولايات المتحدة تخوض حربا عادلة و دفاعية عن النفس.
وهكذا يواصل أوباما الديموقراطي المنتمي لتيار الحمائم و الحائز على جائزة نوبل للسلام وبشكل جوهري استراتيجية بوش الجمهوري الصقر الداعم للتدخل العسكري.
كيف يمكن تبرير هذا التحول؟
هنا يظهر بوضوح دور سامونتا باور الأستاذة السابقة في هارفارد و الحاصلة على جائزة بوليتزر لكتاب نظرت فيه ل”مسؤولية الحماية” الفروضة على الولايات المتحدة زمن الإبادة الجماعية.
دخلت مجلس الأمن الوطني الهيأة التي ينتسب إليها أبرز عناصرالقوات المسلحة و الأجهزة السرية كمستشا رة للرئيس في السياسية الخارجية و العسكرية، وضعهاأوباما على رأس لجنة الوقاية من الأعمال الوحشية وعينها بعد ذلك ممثلة لأمريكا في الأمم المتحدة.
كانت باور من الداعمين الأساسيين للحملة التي هيأت الحرب على ليببيا و اعتبرتها ضرورية لوضع الحد للانتهاكات حقوق الإنسان و هي التي و بنفس الحماس ضغطت من أجل التدخل العسكري في سوريا.
و يحمل خطاب أوباما الأخير في الأمم المتحدة لمسة الخبيرة و لاسيما عندما يِؤكد أن الخطر الذي يداهم العالم من جراء الصراعات في الشرق الأوسط و شمال افريقيا ،لا يسببه تلهف أمريكاالشديد للتدخل في شوون الدول الأخرى و إنما انسحاب للولايات المتحدة تاركة بذلك فراغا في القيادة لا تستطيع أية دولة أن تسده.
إن طلب أمريكا بحق التدخل العسكري حيثما كان لا تمليه مصالحها الخاصة ولكن تفرضه المسؤولية المقدسة في
الحماية.
انج باتريزيوماري
المصدر: شبكة فولتير
عنوان الكتاب:
a problem from hell america and the age of genocide samantha power